الأربعاء، 19 يونيو 2019

كيف أتعامل مع أبناء زوجي؟

كيف أتعامل مع أبناء زوجي؟

أ. مروة يوسف عاشور

السؤال

♦ الملخص:

سيدة متزوجة مِن رجلٍ مطلق ولديه أولاد، كانتْ علاقتها بالأولاد

طيبة في البداية، ثم فوجئتْ بتغيُّر الأولاد معها، وتسأل عن كيفية التعامل

مع أولاد زوجها؟ وهل مِن حق زوجها التواصل مع طليقته مِن أجل مشكلات

أولاده أو لا؟

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة مِن رجلٍ مطلق في الأربعينيات مِن عمره، ولديه أولاد

(بنتان وولد)، علاقتي بالأولاد في البداية كانتْ جميلةً طيبةً، وكأنني

أخت أولاده الكُبرى؛ كنا نلعب ونتحدث، ولم تكنْ هناك أي عوائق.

الأولادُ لا يعيشون معي، بل يعيشون مع والدتهم، ويأتون لزيارة والدهم

مرتين في الأسبوع، لكن فجأةً وبدون مقدماتٍ حصَل تغيُّر مفاجئ

مِن قِبَلهم! فلا يُسَلِّمون عليَّ عند الدخول، ولا يأكلون مِن طعامي،

ولا يُكلمونني، وإذا تكلموا يكون الكلامُ عن والدتهم، ويحكون عن علاقة

والدهم بوالدتهم، ويُظهرون صورهما معًا،

ولا أعلم هل يقصدون استفزازي بذلك أو لا؟

بعدما وجدتُ منهم هذه التغيُّرات؛ قررتُ ألا أجلسَ معهم، وأنْ أعتزلهم –

عند زيارتهم - في غرفتي! فأخبروني هل تصرفي هذا صحيح أو لا؟

كما أرجو إرشادي للطرق الصحيحة في حياتي كزوجة أبٍ تُجاه أبناء زوجي،

وهل مِن حقِّ زوجي التحدُّث مع طليقته بحجة مُناقَشة أمور أبنائه؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أيتها الفاضلة، حياكِ الله، ، سائلين المولى عز وجل أن يُصلحَ شأنكِ،

ويَكفيكِ شرَّ ما أَهَمَّكِ.

مما يحزن له القلبُ ويتألَّم أن يتعاملَ المرءُ مع مَن حوله برقةٍ وحنانٍ،

ويتحرَّى ما يُحبون، ويقوم بما يُرضيهم، ثم لا يجد منهم إلا الصدودَ والنفور!

يحدُث هذا غالبًا عندما نعامل الناسَ - خاصة الفتيات في أعمار صغيرة –

مِن منطلق أنهم مُلْزَمون بمبادلتنا تلك المحبة، وتقدير ما نقوم به مِن أجلِهم،

في حين أنَّ هناك الكثير مِن الأحداث التي قد تُظهِر بعضَ ما نفعل مِن أجلهم

في مظهرٍ معاكسٍ تمامًا لما نَرمي إليه، وما تَحتويه قلوبُنا تُجاههم.

لاحظتُ غَيْرَةً واضحةً مِن والدتهم - زوجته السابقة - بسؤالك حول

مشروعية تحدُّث زوجكِ إليها فيما يخص أولادهما، ولكن عليك أن

تعلمي أنها أمهم التي ستبقى قريبة منهم، وكذلك ستكون قريبةً

مِن حياتكِ ما بَقِيَت الصلةُ التي تربطها بزوجكِ "الأبناء".

قد يكون أصاب زوجتَه مثلُ ما أصابكِ مِن الغيرة؛ فظهرتْ آثارها،

ورآها أبناؤها؛ فتَسَرَّبتْ إلى قلوبهم بعضُ المشاعر السلبية التي

لم تستطعْ معاملتُكِ الحسنةُ القضاء عليها، وإخبات نارها في قلوبهم!

ولهذا أنصحكِ أيتها العزيزة أن تتجاهلي أفعالَهم الصِّبيانية ولو تمادَوْا فيها،

وأن تُعامليهم كأبناء حقيقيين لكِ، تصدر منهم مِن الأفعال السيئة

والأخلاق المذمومة مثلما يصدر مِن الأبناء؛ فتقابلين إساءتهم بالإحسان،

ونفورهم بالتودُّد غير المبالغ فيه، وتُعاملينهم في غير وجود أبيهم

بالتغافُل المحمود؛ فتقومين معه متى ما قام، وتتركينهم بمفردهم ثم

تقدِّمين لهم بعضَ العصير أو الحلوى، وإن لم يتناولوا مما تُقدِّمين

شيئًا فلا تُقابلي ذلك إلا بالرقيِّ والتحضُّر والأخلاق التي تتعاملين

بها لأجل الأخلاق، وليس لأجل أن يُقابلوا المحبةَ بالمحبة، والإحسانَ بمثله.

رغم أنكِ لستِ بحاجة لكَسْب مودتهم واستمالة قُلوبهم، فإنَّ نُبلَ أخلاقكِ،

وكرَم نفسكِ - دعاك كل ذلك لتصحيح وضْعٍ لم تكن غيركِ مِن النساء

لتأبَه به، وثقي أنَّ الخُلق الحميد سيكسب في النهاية رغم قساوة

الظروف وتداعي القرائن التي تجلب البغضاء، إلا أنَّ كرَم أخلاقكِ

سوف يُبدِّل الأحوال، ويُغيِّر المشاعر، ويُضفي على شخصياتهم التي

لم تصقلْ بعدُ شيئًا مِن التفاهم والتآخي والمحبة التي لن تُنال إلا بالصبر

والتفهُّم لنفسية أولادٍ يَرَوْنَ مَن تحلُّ محلَّ والدتهم،

ويَتَمَنون عودة المياه إلى مجاريها بين والديهم.

أحسن الله إليكِ، وأعانكِ على غَرْسِ كل جميل فيهم، ونَزْع فتيل الشر

مِن قلوبهم

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل

منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق