كان العربُ المسلمونَ يتفننون في أدب الإجابة عند
السؤال
ويُنَشِّؤون أبناءَهم عليه، حتى قالوا:
( لكلِ مقامٍ مقالٌ ).
فذاك هارون الرشيد رأى في بيته ذات مرة حزمة من
الخيزران،
فسأل وزيره الفضل بن الربيع: ما
هذه؟
فأجابه الوزير: عروق الرماح يا أمير المؤمنين.
أتدرون
لماذا لم يقل له: إنها الخيزران؟
لأن أم هارون الرشيد كان اسمها (الخيزران) فالوزير يعرف من يخاطب
فلذلك تحلى بالأدب في
الإجابة.
وأحد الخلفاء سأل ابنه من باب الاختبار: ما جمع
مسواك؟
فأجابه ولده بأدب رفيع: جمع مسواك
هو
(ضد
محاسنك يا أمير المؤمنين).
فلم يقل الولد (مساويك) لأن
الأدب
قوّم لسانه وحلّى طباعه.
ولما سئل العباس رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين:
أنت أكبر أم رسول الله ؟ فأجاب العباس قائلاً: هو
أكبر مني وأنا ولدت
قبله عليه الصلاة والسلام. ما أجملها من إجابة في قمة
الأدب لمقام
رسول الله.
فما أجمل أن نعير اهتمامنا لهذا الجانب من الخلق
والأدب في الإجابة
حتى
نضمن جيلاً (راقياً) في فنون الإجابة. وقد بُعث عليه الصلاة
والسلام
ليتمم مكارم الأخلاق التي كانت موجودة عند العرب
ومن هديه
الحث
على الكلمة الطيبة.
قال ابن القيم رحمه الله:
من رَفَقَ بعبادِ الله رَفَقَ الله به،
ومن رحمهم رحمه الله، ومن أحسن إليهم أحسن الله
إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق