لما طعن أبو عبيدة بن الجراح - رضى الله عنه –
بالأردن وبها قبره دعا من حضره من المسلمين ,
فقال: إنى موصيكم بوصية , إن قبلتموها لم تزالوا بخير:
أقيموا الصلاة , وآتوا الزكاة , وصوموا شهر رمضان , وتصدقوا ,
وحجوا , واعتمروا , وتواصوا , وانصحوا لأمرائكم ولا تغشوهم,
ولا تلهكم الدنيا , فإن امراء لو عمر ألف حول ما كان له بد من
أن يصير إلى مصرعى هذا الذى ترون ,
إن الله عز وجل كتب الموت على بنى آدم , فهم ميتون ,
وأكيسهم أطوعهم لربه عز وجل , وأعملهم ليوم معاده ,
والسلام عليكم ورحمة الله.
يا معاذ بن جبل! صل بالناس.
ومات , فقام معاذ بن جبل فى الناس , فقال: يا أيها الناس!
توبوا إلى الله عز وجل من ذنوبكم توبة نصوحا ,
فإن عبدا لا يلقى الله عز وجل تائبا من ذنبه إلا كان حقا
على الله عز وجل أن يغفر له , من كان عليه دين , فليقضه ,
فإن العبد مرتهن بدينه , ومن أصبح منكم مهاجرا أخاه فليلقه
فليصالحه , ولا ينبغى لمسلم أن يهجر أخاه فى الله أكثر من ثلاث ,
والذنب عظيم , إنكم المسلمون قد فجعتم برجل ما أزعم أنى
رأيت عبدا أبر صدرا ولا أبعد من الغائلة , ولا أشد حبا للعامة
ولا أنصح للعامة منه , فترحموا عليه رحمه الله ,
واحضروا الصلاة عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق