الأحد، 6 أغسطس 2017

مالى لا أرى عيناك تجفان من الدموع؟



عن عبد الرحمن بن يزيد ,

قال: قلت ليزيد بن مرثد: مالى لا أرى عيناك تجفان من الدموع؟

قال: وما سؤالك عن هذا؟

قلت: عسى أن ينفعنى الله به.

قال: هو ما ترى , قلت: هكذا تكون فى خلواتك؟

قال: والله إن ذلك ليعترينى وقد قرب إلى طعامى فيحول بينى ,

وبين أكله , وإن ذلك ليعترينى وقد دنوت من أهلى فيحول بينى

وبين ما أريد حتى تبكى أهلى لبكائى ويبكى صبياننا وما يدرون

وما يبكينا , وحتى تقول زوجتى: يا ويحها ,

ماذا خصت به من نساء المسلمين من الحزن معك ,

ما ينفعنى معك عيش , ولا تقر عينى بما تقربه

عين النساء مع أزواجهن.

قلت: يا أخى ما الذى أحوجك؟

قال: والله يا أخى لو أن الله تعالى

لم يتواعدنى إن أنا عصيته إلا أن يحبسنى فى حمام لكنت

حريا أن لا تجف لى دمعة ,

فكيف وقد تواعدنى أن يسجننى فى النار.

حكى أن عامر بن قيس قد كان يبيت قائما ويظل صائما ,

وكان إبليس يلتوى فى موضع سجوده كهيئة الحية ,

فإذا ما وجد ريحه نحاه بيده ثم يقول: لولا نتنك لم أزل عليك ساجدا ,

قال علقمة بن مرشد: ورأيته وهو يصلى فيدخل تحت قميصه

ويخرج من كمه فلا يحيد فقيل له:

لم لا تنحى الحية؟

فيقول: والله إنى لأستحى من الله أن أخاف شيئا غيره

والله ما أعلم بها حين تدخل ولا حين تخرج , فقيل له:

إن الجنة تدرك بدون ما تصنع , وإن النار تتقى بدون ما تصنع

فيقول: لا أنفك حتى لا ألوم نفسى. قال: ومرض فبكى ,

فقيل له: ما يبكيك وقد كنت وكنت؟

فقال: ومن أحق بالبكاء منى وسفرى بعيد وزادى قليل ,

وأمسيت فى صعود وهبوط من جنة أو نار

فلا أدرى إلى أيهما أصير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق