عن عبد الرحمن بن يزيد ,
قال: قلت ليزيد بن مرثد: مالى لا أرى عيناك تجفان من الدموع؟
قال: وما سؤالك عن هذا؟
قلت: عسى أن ينفعنى الله به.
قال: هو ما ترى , قلت: هكذا تكون فى خلواتك؟
قال: والله إن ذلك ليعترينى وقد قرب إلى طعامى فيحول بينى ,
وبين أكله , وإن ذلك ليعترينى وقد دنوت من أهلى فيحول بينى
وبين ما أريد حتى تبكى أهلى لبكائى ويبكى صبياننا وما يدرون
وما يبكينا , وحتى تقول زوجتى: يا ويحها ,
ماذا خصت به من نساء المسلمين من الحزن معك ,
ما ينفعنى معك عيش , ولا تقر عينى بما تقربه
عين النساء مع أزواجهن.
قلت: يا أخى ما الذى أحوجك؟
قال: والله يا أخى لو أن الله تعالى
لم يتواعدنى إن أنا عصيته إلا أن يحبسنى فى حمام لكنت
حريا أن لا تجف لى دمعة ,
فكيف وقد تواعدنى أن يسجننى فى النار.
حكى أن عامر بن قيس قد كان يبيت قائما ويظل صائما ,
وكان إبليس يلتوى فى موضع سجوده كهيئة الحية ,
فإذا ما وجد ريحه نحاه بيده ثم يقول: لولا نتنك لم أزل عليك ساجدا ,
قال علقمة بن مرشد: ورأيته وهو يصلى فيدخل تحت قميصه
ويخرج من كمه فلا يحيد فقيل له:
لم لا تنحى الحية؟
فيقول: والله إنى لأستحى من الله أن أخاف شيئا غيره
والله ما أعلم بها حين تدخل ولا حين تخرج , فقيل له:
إن الجنة تدرك بدون ما تصنع , وإن النار تتقى بدون ما تصنع
فيقول: لا أنفك حتى لا ألوم نفسى. قال: ومرض فبكى ,
فقيل له: ما يبكيك وقد كنت وكنت؟
فقال: ومن أحق بالبكاء منى وسفرى بعيد وزادى قليل ,
وأمسيت فى صعود وهبوط من جنة أو نار
فلا أدرى إلى أيهما أصير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق