الخميس، 10 أغسطس 2017

هي نفس واحدة تلقى الساعة فتذهب


أسر الروم عبد الله بن حذافة,

فحبسه طاغيتهم فى بيت , فيه ماء ممزوج بخمر ,

ولحم خنزير مشوي , ليأكله ويشرب الخمر , وتركه ثلاثة , فلم يفعل ,

ثم أخرجوه حين خشوا موته , فقال: والله لقد كان أحله لى لأني مضطر ,

ولكن لم أكن لأشتمكم بدين الإسلام.

قال أبو رافع: وجه عمر جيشا إلى الروم ,

فأسروا عبد الله بن حذافة فذهبوا به إلى ملكهم , فقالوا:

إن هذا من أصحاب محمد.

فقال: هل لك أن تنتصر وأعطيك نصف ملكي؟

قال: لو أعطيتني جميع ما تملك , وجميع ما تملك العرب ,

ما رجعت عن دين محمد طرفة عين. قال: إذا أقتلك.

قال: أنت وذاك , فأمر به , فصلب ,

وقال للرماة: ارموه قريبا من بدنه , وهو يعرض عليه ,

ويأبى , فأنزله , ودعا بقدر , فصب فيها ماء حتى احترقت ,

ودعا بأسيرين من المسلمين , فأمر بأحدهما ,

فألقى فيها وهو يعرض عليه النصرانية , وهو يأبى ,

ثم بكى , فقيل للملك: إنه بكى , فظن أنه قد جزع ,

فقال: ردوه , ما أبكاك؟

قال: قلت: هي نفس واحدة تلقى الساعة فتذهب ,

فكنت اشتهى أن يكون بعدد شعري أنفس تلقى في النار في الله.

فقال له الطاغية: هل لك أن تقبل رأسي , وأخلى عنك؟

فقال له عبد الله: وعن جميع الأسارى؟

قال: نعم , فقبل رأسه , وقدم بالأسارى على عمر , فأخبره خبره ,

فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة ,

وأنا أبدا , فقبل رأسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق