الاثنين، 7 أغسطس 2017

لم يزل يهوى قلبى

لم يزل يهوى قلبى

عن مولى لأبى ريحانة قال:

قفل أبو ريحانة من بعث غزافيه , فلما انصرفت أتى أهله فتعشى

من عشائه , ثم دعا بوضوء فتوضأ منه

, ثم قال إلى مسجده فقرأ سورة , ثم أخرى , فلم يزل كذلك مكانه ,

كلما فزع من سورة افتتح الأخرى , حتى إذا أذن المؤذن من السحر ,

شد عليه ثيابه , فأتته امرأته , فقالت: يا أبا ريحانة ,

قد غزوت فتعبت فى غزوتك , ثم قدمت إلى ,

لم يكن لى منك حظ ونصيب.

فقال: بلى , والله ما حضرت لى على بال ,

ولو ذكرتك لكان لك على حق.

قالت: فما الذى يشغلك يا أبا ريحانة؟

قال: لم يزل يهوى قلبى فيما وصف الله فى جنته من لباسها

وأزواجها ونعيمها ولذاتها , حتى سمعت المؤذن.

قال مصعب:

سمع عامر المؤذن , وهو يجود بنفسه ,

فقال: خذوا بيدى. فقيل: إنك عليل.

قال: أسمع داعى الله فلا أجيبه! فأخذوا بيده

, فدخل مع الإمام فى المغرب , فركع ركعة ثم مات.

يحكى أنه لما اجتمع اصحاب الشيخ المعروف أبى البيان

المعروف الحورانى , لبناء الرباط فى مدينة دمشق أرسل إليهم

الملك نور الدين الشهيد يمنعهم , فلما جاء رسوله ,

خرج إليه واحد يقول له: الشيخ نصر فقال له:

أنت رسول محمود تمنع الفقراء من البناء؟

فقال: نعم.

قال: ارجع إليه , وقل له: بعلامة ما قمت فى جوف الليل ,

وسألت الله فى بطنك: أن يرزقك ولدا من فلانه ,

لا تتعرض إلى جماعة الشيخ , ولا تمنعهم وعاد الرسول إلى

نور الدين الشهيد , وحكى له ذلك , فقال: والله العظيم ما تفوهت

بهذا لمخلوق.

ثم أمر بعشرة آلاف درهم ومائة رحمل خشب ,

فبنى بها الرباط , ووقف عليه مكانا بحرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق