الخميس، 10 أغسطس 2017

اعبد ربك


٧٤ لفظة في القرآن تأمرنا بالعبادة،

غير الصلاة والصوم والحج والزكاة.

فكل حركاتك القلبية وحالتك النفسية عبادة لله تعالى.

{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }.

والعاقل من يوظف كل حركة في طاعة الله، فيكون عبداً لله يمشي

بـ(افعل)، و(لا تفعل)، فإذا إن قعد، قام، حكم، أكل، شرب، نام، استحم،

تنفس، همس، ابتسم، يكون في عبادة.

العبادة سلوك وإقامة حياة.

العبادة في شراء وبيع ودخول وخروج، وكل حركة ونفس نجعله لله رجاء

أن نكون مقبولين عنده، رجاء أن يوصلنا إلى مستقر رحمته دون عذاب

ولا عتاب ولا سابقة عذاب.

روى البخاري ومسلم قوله ﷺ:

(إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً).

الراحلة: هي النَّجِيبَة المُخْتَارَة من الإبل للركوب، فإذا كانت في إبل عُرفت.

والمعنى أن مرْضِيَ الدين والخلق من الناس قليل أو نادر، كما أنك قد تجد

مائة من الإبل وليس فيها واحدة تصلح للركوب.

تعاملوا مع الله بقدره، أروا الله من أنفسكم خيراً.

إن الخسارة أن يعرفنا أهل الأرض، ويجهلنا أهل السماء.

والنعم تدوم بالحمد والشكر، وهي قول وعمل.

ومن نِعمَ الله علينا أنه آمنا في مكاننا، ولنا حرية الدخول والحضور،

وأنه قد اختارنا وحجز لكل منا مكاناً في هذا المكان الطاهر، فلنستحضر

مسامع قلوبنا ونستشعر عظيم فضل الله علينا.

إن الذي يقول:

"ما نملك إلا الدعاء" يعتقد أنه يملك القليل!!

إن من ملك الدعاء ملك الكون، فكم من محجوب لا يقدر

أن يدعو بكلمة، ومن أُُلهم الدعاء فقد أعطي خيراً كثيراً.

الدنيا نسخة للاختبار، وإن اليوم الآخر قريب أكثر مما نتصور،

هل يضمن أحدنا نفسه للحظة تالية؟؟

إن الأجل يقترب مع كل نفس نخرجه، ندنو منه مع كل ثانية تمضي،

وسنرجع (فرادى).

كن مع الله مع استشعار قدرته أنه يراك على كل حال، ومن أراد أن يكون

جندياً لله، يوقن أنه كلما قُصد بحاجة فإن الله اختاره لها.

{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }

{.. سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ }

{.. سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا }

{. سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ ..}،

الكلمة والفعل تُكتب، ويِكتب أثرها،

فقد تهدي أحداً أو تضله،

وقد تؤثر بخير أو شر،

كل ذلك يُكتب...

التكشف في الأعراس،

السلوكيات السيئة،

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }.

لكل واحد منا طريق له وحده من الأرض للسماء.

أتحبه مزدحماً، بل كثير الازدحام؟

*"على قدر الطلب تأتي المؤونة"*

الصلاة صلة بين النسخة والأصل،

بين عالم الغيب والشهادة،

بين الأرض والسماء.

الصلاة مقابلة، دعاء،

وقوف أمام باب الجنة،

فإما يفتح لك أو...

{ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ

إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا }

إن حال من يُخرج من بيته كمن يُقتل في سبيل الله، وما يفعله

(إلا قليل منهم) ومن القليل سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، فكان إبراهيم

أمة حقق معنى، هي مرتبة عالية لا يدخلها ولا ينالها الكل.

{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

إنه سبيل الله المستقيم..

إن سلكناه فنحن في هذه الدنيا في جنة، قبل جنة الآخرة، والدخول لها

سهل، فلنحمد الله ولنشكره على تيسير ما أمرنا به من الأوامر التي تسهل

على كل أحد منا، والحمد والشكر لله أنه لم يشق علينا فعلها.

ولتَخِف علينا العبادات، ولنزداد حمدًا وشكرًا لربنا، ينبغي أن نلحظ ما نحن

فيه من نعم عظيمة، فكم من طريد وشريد ومعذب ومحاصر

وممنوع وخائف أن يُظهر عبادته لله.

احمل هم دخول الجنة بلا حساب ولا عتاب ولا سابقة عذاب، وأحسن

الدخول إليها، والكل يقوم لاستقبالك، زد قرابتك من الله بوردك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق