السؤال
♦ الملخص:
فتاة مريضة بحساسية في الجلد، منعها المرضُ مِن التمتع بحياتها؛
من الملبس والخروج وغيرهما، مما جعلها تصاب بالوحدة والعزلة.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أعاني من حساسية في الجلد منذ كنتُ صغيرة، منعتني تلك
الحساسية من كل ما تستمتع به الأنثى في حياتها، فلا ألبس ما أحب،
ولا أضع المكياج، ولا أستمتع بتسريحة شعري، ولا أخرج ولا ألعب
كباقي صديقاتي!
عولجتُ واستمر العلاج، لكنه أثَّرَ في مظهري وشكلي، فأُصبتُ
بالوَحدة والعُزلة لأني لا أريد الشفقة مِن أحدٍ!
حاولتُ أن أخرجَ وأُغَيِّر مِن نفسي، لكن والدي لم يكنْ مَرِنًا، بل كان
شديدًا صعبًا في المعاملة؛ يمنعني من الخروج، مما زاد مرضي النفسي،
وجلستُ في البيت سنوات لا أخرج حتى للدراسة!
أكملتُ العلاج، والحمدُ لله الآن تعافيتُ، ولم يتبق إلا بعض الحساسية،
لكني الآن أميل للحزن والكآبة والبكاء، ولا أرغب في الدراسة،
ولا أتحمَّل أي ضغط.
أخبروني كيف أُحَسِّن من نفسيتي وحالي؟!
الجواب
ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسْعِدنا أن نُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن
يُسددنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.
عزيزتي، أستشف مِن سياق رسالتك أن لديك محاولات إيجابية عديدة
لمواجَهة وضعك الصحي والنفسي، وأنكِ قد خطوتِ خطوات جيدة في علاجِها،
وأرى بالفعل أنك قد تجاوزتِ كثيرًا منها، كما تشير عبارتك:
(والحمدُ لله الآن تعافيتُ، ولم يتبق إلا بعض الحساسية).
ورغم ذلك، فإنه ما زال لديك شعور بجلد الذات وعدم الرضا عن نفسك؛
لأنك لم تستمري في المحافظة على نهجك الإيجابي ومحاولاتك الجيدة،
وهو الأمرُ الذي تَسَبَّب لكِ في مشاعر حزن واكتئاب تنغص عليكِ حياتك.
ولذلك يا عزيزتي أتمنى منكِ أن تُركزي على ما أنجزتِ مِن نجاحات
علمية وصحية فيما سبق، والأهم من ذلك أن تُركزي على قدرتك وإرادتك
على التغيير، فهذا الجانبُ هو الأجدرُ أن يُسيطِرَ على تفكيرك؛
لأنه جزء رئيسي وحقيقي من شخصيتك، لكنه غاب عن ذهنك بسبب الأفكار
السوداوية التي استسلمتِ لها.
كما أنصحك أن تستحضري في ذهنك تلك الإنجازات ومواقف النجاح
التي مررتِ بها بسبب إصرارك بشكل متكرر يوميًّا، وخاصة في وقت
ما قبل النوم ليلًا، فإن هذا النهج الفكري يُساعدك في تبَني الأفكار
والرؤية التي يتداولها فكرُك، ويُعززها في نفسك كلما تكرر بنجاحٍ.
وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُعافيك، ويُصلح شأنك كله،
ويُيسر لكِ أبواب العلم والخير وينفع بك
وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطيبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق