الخميس، 12 أبريل 2018

شخصيتي متوترة

♦ ملخص السؤال:
امرأة متزوِّجة وسعيدة مع زَوجها إلا أنها دائمًا ما تشعر بالقلق
والتوتُّر والخَوف مِن أن يَمرض أحد أفراد أُسرتها، وتَشعُر أن
السعادة التي تعيشُها ليستْ مُستمرَّة.

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاه عمري 22 عامًا، متزوِّجة ولديَّ طفل، وأنا والحمد لله سعيدة جدًّا
مع زوجي وولدي، وأشعر أنَّ حياتي حياة مثالية رغم بساطتِها،
إلا أنَّ مشكلتي تتلخَّص في شخصيتي؛ فكثيرًا ما تكون شخصيتي متوتِّرة وقلقة،
ودائمًا أخاف على نفسي من أن أمرض أو يَمرضَ أحد من عائلتي.

زوجي يعمل طبيبًا، مما يجعله يغيب عن البيت كثيرًا بسبب المناوبات
والعمليات، ولعلَّ وجودي وحيدة في البيت هو الذي يدفعني إلى
القلق والخوف، حتى صارت تُراودني أفكار بأن هذه السعادة التي أعيشها
الآن لن تستمر، ولا بدَّ من أن يحصل شيء يعكِّر صفو حياتنا.

أعرف أنني أدمِّر حياتي بهذا التفكير، لكن لا أعرف ماذا أفعل،
لذا أريد نصيحتكم وتوجيهكم، وجزاكم الله خيرًا
الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أختي الكريمة في موقع الاستشارات بشبكة الألوكة،
ونتمنَّى أن نكون عند حسن ظنِّك بنا، وأن نكون خير مُعين لكِ
بعد الله في تجاوز ما تمرِّين به.

لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بنِعَم كثيرة لا تُعدُّ ولا تُحصى،
ويجب علينا قولًا وفعلًا ويقينًا أن نشكر الله سبحانه وتعالى ونحمده
على ذلك.

بين يديك أختي الكريمة الكثير من النِّعم التي ذكرتِها والتي لم تَذكُريها،
ولعلَّ الشيطان - أعاذنا الله وإياك منه - لم يجدْ عليكِ إلا هذا السبيل
وهو الوسواس في كل ما حولك؛ في نفسك، وفي زوجك، وفي حياتك
بشكل عام، كل ما عليكِ فعلُه أختي الكريمة أن تُكثري من قول:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وتُكثري من الذِّكر؛
فإن كثرة الذكر تطرد الشيطان.

كذلك يتوجَّب عليكِ إشغال وقت الفراغ لديك بما يعودُ عليك بالنَّفع والفائدة؛
كمُمارَسة هواية تُحبِّينها، أو مُمارسة الأعمال اليدويَّة والمنزلية التي
تشغل وقتَ الفراغ، ولا تَترُكي لنفسك - ولا دقيقة واحدة - وقتًا فارغًا؛
فمثلًا: قومي بزيارات لمن حولك؛ جيرانك أو صديقاتك،
أو دعوتهم ولو لمرَّة في الأسبوع.

كذلك هناك نقطة مُهمَّة جدًّا وهي: لا تُطلقي على نفسك العبارات السلبية،
أو على شخصيتك؛ فإن اللسان إذا تعوَّد على نطقها صدَّقها العقل،
ثمَّ استصعبَ تغييرها، اختاري لشخصيتك عبارات إيجابيَّة وجميلة
تُحبِّينها، وأطلقِيها على نفسك.

كوني على يقينٍ أختي الكريمة وثقةٍ بالله عز وجل سبحانه أن ما كُتب
عليك في هذه الحياة سترينه؛ سواء من صحة وعافية، أو حياة وموت،
أو مرض ونجاح وفشل، ولن تستطيعي أنت أو أحد من الخلق أن يردَّ
قضاء الله سبحانه، واعلمي أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك
لم يكن ليصيبَكِ، فكوني مطمئنة لكل أمورك الحياتيَّة، ما دام أنها
بيد ملك السماوات والأرض سبحانه.

وختامًا أختي الكريمة، ما زلتِ في زهرة شبابك، وبداية حياتك،
فاستمتعي بكل لحظة جميلة، ولا تدَعي للشيطان عليكِ سبيلًا
ليعكِّر صفوها، تمنياتي لك بحياة هادئة مستقرَّة وسعيدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق