السبت، 14 أبريل 2018

صدمة نفسية شديدة


♦ ملخص السؤال:

شابٌّ تعرَّضَ منذ عدة سنوات لصدمة نفسيَّة أحدثتْ لديه تغيُّرات نفسيَّة

حادَّة، وآلامًا نفسية، وقد شُفي قليلًا بعد تناول الأدوية، وهو يعيش

الآن قلقَ واضطرابَ ما بعد الصَّدمة، مما جعله ذلك يُفكر في الانتحار.

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ تعرَّضتُ منذ عدة سنوات لصدمة نفسيَّة عنيفة، مما جعلني

أشعر بخوف وذُعر شديدَين، حتى إنني توقَّعتُ أنها نهايتي، وأنني

أوشكت على الموت، وكنتُ قبلَها لم أوفَّق في عدة أشياء، وعانيتُ

بعد هذه الصدمة من تغيُّرات نفسيَّة حادَّة، وتقلُّبات غريبة،

واكتئاب جسيم، وخوف شديد مِن كل شيء، ووساوس وهلع،

وآلام نفسية لا يعلمها إلا الله!

كنتُ أَشعُر باليأس والإحباط، ولم يَعُدْ لديَّ أيُّ أمل في الحياة،

وتمنَّيت الموت، لكنَّني تغلَّبتُ على مُعظَم هذه المشاعر من اليأس

والاكتئاب، والحمدُ لله لم أَعُدْ أَشعُر بها الآن، وذلك بفضل الله وحده!

ما أُعاني منه الآن هو القلق النفسي؛ فأحيانًا أشعر بقلق حادٍّ،

وأحيانًا بقلق متوسِّط، وأحيانًا يختفي القلق، لكنه يَزيد أكثر عند خروجي

من البيت، فيُصبح القلق حادًّا، ولا أدري لماذا؟! ربما لأنه يتردَّد في

ذهني أنني ستَحدُث لي الصدمة السابقة مجدَّدًا، أو حالات شبيهة،

مما يَجعلني أشعُر بتغيُّر في الواقع وعدم إدراك الناس مِن حولي،

كما أشعر بتنميل أو تخدير في الرأس، وخَوف مِن الموت أو أن يُغمى

على أو أن أمرَضَ!



أشعر أنَّ حياتي متوقِّفة، وصار خروجي من البيت محدودًا،

وصارتْ حياتي صعبة جدًّا؛ حتى إنني لا أستطيع السفر للخارج والعمل

كأيِّ إنسان طبيعي، بل إنني أخاف مِن فكرة الزَّواج بسبب هذه المعاناة!

قرأتُ عن حالتي فعرَفتُ أني أعيش قلقَ واضطرابَ ما بعد الصَّدمة،

أو تبدُّد الشخصية، وتناولتُ أدوية كثيرة جدًّا للاكتئاب، وخَفَّتْ حِدَّتُه قليلًا.

أشعر بالرغبة في الانتِحار بسبب هذه الأعراض؛ فهي قاسيَة جدًّا،

ولا أدري ماذا أفعل؟!


بارك الله فيكم، وجعل عملكم في ميزان حسناتكم

الجواب



الحمدُ لله الذى بنوره تتمُّ الصالحات، وبذكره تُقضى الحاجات.

نبدأ مستعينين بالله في حل المشكلة.



التشخيص:

اضطراب ما بعد الصَّدمة.

العلاج المعرفي السلوكي: يقوم هذا العلاج على محاولة تذكُّر الصَّدمة

بكل تفاصيلِها، ولكن برؤية وزاوية أخرى، ومُحاولة الكتابة عنها،

وتحليل الصَّدمة، ومَعرفة سلبيات تلك الصَّدمة، والبحث عن إيجابيات

لتلك الصَّدمة، وأنه أقوى من تلك الصدمة؛ بدليل أنه قام بتخطِّيها،

وأن هذه الأفكار والذِّكريات عن الصَّدمة ما هي إلا أفكار سلبيَّة يجب التخلُّص منها،

وإبدالها بأفكار إيجابيَّة، ومِن ثمَّ تُعزِّز هذه الفكرة الثقة بالنفس.



من الطبيعي أن يتعرَّض الإنسان لصدمات في حياته، ولكن الأهمَّ

أن يَخرج الإنسان مِن هذه الصدَمات بشكْل أقوى، وأن يحاول

التعرُّف على أصدقاء جدُد، وأن يدخلَ في علاقات اجتماعية جديدة،

وأن يبحث عن عمل جديد، ويمارس بعض الأنشطة؛ مثل:

ممارسة التمارين الرياضيَّة، والقراءة والبحث عن صديق مُخلِص

يمكن التحدُّث معه وأخذ رأيه.



أما بالنسبة للأسرة:

لا بدَّ مِن احتِواء ذلك الفرد؛ لأنه يحتاج الكثير مِن الدعم النفسيِّ

وتعزيز الثِّقة بالنفس، مع مُحاوَلة تذكيره بالنَّجاحات التي كانتْ في

حياته، سواء في الدراسة أو العمل قبل تلك الصدمة، وهذا سوف

يَزيد من ثقته في نفسه.



أيضًا:

لا بد مِن الرُّجوع إلى الله، والمحافظة على الصلاة وقراءة القُرآن

بشكل يوميٍّ، والله هو الشافي المعين.



مع عظيم الشُّكر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق