اليابانيون هم أول من رصد هذه الظاهرة لدى المسنات اللاتي فقدن
أزواجهن، وأطلقوا عليها اسم "تاكوتسوبو Takotsubo
أو متلازمة القلب المكسور.. دعونا نتأمل كيف عالج الإسلام
هذه الظاهرة.....
إنه حالة مرضية لها أعراض مشابهة للجلطة!! لقد بدأ استخدم مصطلح
"متلازمة القلب المكسور" مطلع تسعينات القرن الماضي للتعبير عن
الحالة التي تؤدي للشعور بألم في الصدر ليس بسبب انسداد أوعية دموية
ولكن بسبب حالة نفسية ناتجة عن انفصال عاطفي أو فقدان عزيز.
ومع الوقت ربط العلماء هذه الظاهرة بالأعراض التقليدية التي تحدث بعد
علاقة حب فاشلة أو صدمة عاطفية، مثل الشعور بوجع في القلب وقلة
النوم وألم البطن والقلق المستمر وعدم القدرة على التركيز، علاوة على
ضعف جهاز المناعة وضيق النفس. ورغم قسوة هذه الأعراض في بعض
الأحيان، إلا أن غالبية الناس يمكنهم تجاوز الأمر دون مساعدة متخصصة
سواء طبية أو نفسية.
تقول إريس هاوت، رئيس الجمعية الألمانية للطب النفسي في تصريحات
نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية، إن التأثيرات الجسدية للمشكلات
النفسية مسألة معروفة ويمكن أن تصل حدتها في بعض الأحيان
لمستويات مرتفعة وهو أمر يختلف من شخص لآخر وكذلك
من تجربة لأخرى.
خط ساخن لـ"ضحايا عيد الحب"
تعتبر بعض المناسبات كالأعياد أو يوم عيد الحب على سبيل المثال، من
الفترات التي تظهر فيها أعراض متلازمة القلب المكسور بشكل كبير،
لاسيما وأن هذه الفترات تعيد التجارب الفاشلة للذاكرة وتزيد من احتياج
الإنسان للتواصل العاطفي.
في ألمانيا تم تخصيص رقم هاتفي لما يعرف بـ"ضحايا يوم عيد الحب"
لتقديم الدعم لأصحاب القلب المكسور الذين تزيد معاناتهم في هذا اليوم
خاصة مع رؤية من حولهم يحتفلون بالحب.
أظهرت دراسات أجريت في الولايات المتحدة أن الألم النفسي ينشط نفس
المناطق في المخ المسؤولة عن الألم النفسي. وأحيانا تتجاوز تداعيات
الصدمات العاطفية، مجرد الألم الجسدي لتصل إلى محاولات الانتحار
أو حالات الاكتئاب الحادة وعدم القدرة على التركيز.
العلاج الطبي لهذه الظاهرة
ويمكن علاج هذه الأعراض طبيا عن طريق الأدوية المعالجة للضغط
العصبي، إلا أن هذا لا يمنع أن أربعة إلى خمسة من الحالات قد تنتهي
بالوفاة لاسيما لدى كبار السن الذين لا يمكنهم تحمل وفاة أقرب الأقرباء،
وفقا لتقرير نشرته مجلة "فوكوس" الألمانية.
يرجع الأطباء أسباب الآلام التي تصاحب الصدمات العاطفية، إلى زيادة
إفراز هورمون الضغط العصبي الذي يتسبب في ضيق الاوردة الدموية
للقلب وبالتالي لا تتم عملية ضخ الدم بالشكل المطلوب لتظهر آلام في تلك
المنطقة من الجسم والتي تشبه أعراض الجلطات.
كيف عالج القرآن هذه الظاهرة المدمرة؟
هل أغفل القرآن الكريم مثل هذه الظاهرة أو نسي أن يعالجها ويضع الحل
الأمثل والمناسب لتجنب الآثار الخطيرة لظاهرة القلب المكسور؟
إذا تأملنا آيات القرآن نجد أنه يركز على علاج هذه الظواهر المدمرة
بأسلوبين.. ما قبل وما بعد الكارثة!
فالقرآن يحذر كثيراً من اتباع الشهوات وهوى النفس كإجراء وقائي
لتجنب العلاقات العاطفية من الأساس. قال تعالى:
{ وَ أَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى *
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }
[النازعات: 40-41].
وحتى عندما يتحدث القرآن عن الزنا لا يقول: لا تزنوا، بل يقول:
ولا تقربوا، ليجنبنا مجرد الاقتراب من الفاحشة كما قال تعالى:
{ وَ لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَ سَاءَ سَبِيلًا }
[الإسراء: 32].
والأسلوب الثاني فيما لو وقع المحذور فماذا يجب أن نفعل وكيف نعالج
هذا الخلل؟ العلاج دائماً بالرجوع إلى الله تعالى، فهذا الرجوع يجعلك
تشعر بالقرب من الله وأن هذه الدنيا لن تدوم وأنك ستلاقي الله عز وجل..
فتهون عليك أكبر المصائب.. ولذلك قال تعالى:
{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }
[البقرة: 156].
وكذلك ذكر الله والاستغفار أي التبرؤ من المعصية وعدم الإصرار على
هذه المعصية في حالة ارتكاب الفاحشة أو ممارسة علاقة عاطفية
محرمة.. قال تعالى:
{ وَ الَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ
وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ }
[آل عمران: 135].
والآن: أليس الإسلام دين الرحمة والحب والتسامح.. وهو الدين الذي
يضمن لك الحياة المطمئنة بعيداً عن المخاطر؟؟ وهل عرفتم الآن خطورة
هذه الأعياد التي جاءتنا من الخارج مثل عيد الحب وأعياد الميلاد
وعيد الأم وعيد رأس السنة... وغير ذلك من الأعياد التي نهى الإسلام
عنها .. فالحمد لله رب العالمين.
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق