شرح الدعاء (87)
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَان َ
صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}.
بعدأن قدّم الخليل إبراهيم عليه السلام الثناء على ربّه عز وجل بما له من
الصفات العلية، والنعوت الجليلة، والأفضال الجزيلة قبل السؤال؛ لأنها
أعظم الوسائل الموجبة لقبول الدعاء واستجابته، وهذا النوع هو أعلى
أنواع التوسل إلى اللَّه عز وجل كما تقدم، وهو التوسل إليه تعالى
بالأسماء الحسنى، أو بالصفات العُلا، سواء كانت ذاتية أو فعلية.
فبدأ بقوله: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.
قوله: {حُكْمًا}: ((معرفة بك، وبحدودك، و أحكامك))، ((أي علماً أعرف
به الأحكام، والحلال، والحرام، وأحكم به بين الأنام))، وقيل هب لي نبوة ،
و((لا يجوز تفسير الحكم بالنبوة، لأنها حاصلة له عليه السلام.
وقوله: {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}: أي اجعلني مع الصالحين في الدنيا
والآخرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند الاحتضار:
((اللَّهُمّ في الرفيق الأعلى))، قالها ثلاثاً، وهذا المطلب كان من سؤال
النبي صلى الله عليه وسلم ((اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ،
وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِين)) .
فالعبد يجتهد أن يرافق الصالحين في الدنيا، فإن الرحمة والسلامة،
والهدى تحوطهم حتى ينال صحبتهم، ومنازلهم ومقامهم في الآخرة،
وإن لم يعمل بعملهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
((الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)).
وقوله: {وَاجْعَــــلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}: يعني الثناء الحسن بين
الناس، أُذكر بالخير، والثناء الطيّب في باقي الأمم الآتية من بعدي،
((وهذا يتضمّن سؤال الدوام والختام على الكمال، وطلب نشر الثناء عليه،
وهذا ما تتغذى به الروح من بعد موته؛ لأن الثناء عليه يستدعي دعاء
الناس له، والصلاة والتسليم جزاء على ما عرفوه من زكاء نفسه)) .
فاستجاب اللَّه دعاءه، ((فوهب له من العلم والحكم، ما كان به من أفضل
المرسلين، وألحق بإخوانه المرسلين، وجعله محبوباً مقبولاً، مُعظَّماً مُثنىً
عليه في جميع الملل، في كل الأوقات))، وفي كل الأزمنة.
((وقد أخذ أهل العلم من هذه الدعوة الترغيب في العمل الصالح الذي
يكسب العبد به الثناء الحسن، ويورّثه الذكر الجميل، إذ هو الحياة الثانية،
كما قيل: ( قد مات قوم وهم في الناس أحياء) أي بذكرهم الطيّب،
وسيرتهم العطرة)).
((روى أشهب عن مالك قال: قال اللَّه عز وجل
{وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}: لا بأس أن يحب الرجل أن يُثنى
عليه صالحاً، ويُرى في عمل الصالحين، إذا قصد به
وجه اللَّه تعالى)).
بعد أن سأل الله سعادة الدنيا سأل الله سعادة الأخرى الأبدية :
قوله: {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}:أي من السعداء في الآخرة الذين
يستحقون ميراث جنات الخلد، وقد أجاب اللَّه تعالى دعوته، فرفع منزلته
في أعلى جنات النعيم، وفي هذا حثٌّ من اللَّه تبارك وتعالى لعباده على قوّة
الهمم إلى الجدّ في السؤال بهذه الدعوات المباركات؛ لما تتضمنه
من خيري الدنيا والآخرة.
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَان َ
صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}.
بعدأن قدّم الخليل إبراهيم عليه السلام الثناء على ربّه عز وجل بما له من
الصفات العلية، والنعوت الجليلة، والأفضال الجزيلة قبل السؤال؛ لأنها
أعظم الوسائل الموجبة لقبول الدعاء واستجابته، وهذا النوع هو أعلى
أنواع التوسل إلى اللَّه عز وجل كما تقدم، وهو التوسل إليه تعالى
بالأسماء الحسنى، أو بالصفات العُلا، سواء كانت ذاتية أو فعلية.
فبدأ بقوله: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.
قوله: {حُكْمًا}: ((معرفة بك، وبحدودك، و أحكامك))، ((أي علماً أعرف
به الأحكام، والحلال، والحرام، وأحكم به بين الأنام))، وقيل هب لي نبوة ،
و((لا يجوز تفسير الحكم بالنبوة، لأنها حاصلة له عليه السلام.
وقوله: {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}: أي اجعلني مع الصالحين في الدنيا
والآخرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند الاحتضار:
((اللَّهُمّ في الرفيق الأعلى))، قالها ثلاثاً، وهذا المطلب كان من سؤال
النبي صلى الله عليه وسلم ((اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ،
وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِين)) .
فالعبد يجتهد أن يرافق الصالحين في الدنيا، فإن الرحمة والسلامة،
والهدى تحوطهم حتى ينال صحبتهم، ومنازلهم ومقامهم في الآخرة،
وإن لم يعمل بعملهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
((الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)).
وقوله: {وَاجْعَــــلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}: يعني الثناء الحسن بين
الناس، أُذكر بالخير، والثناء الطيّب في باقي الأمم الآتية من بعدي،
((وهذا يتضمّن سؤال الدوام والختام على الكمال، وطلب نشر الثناء عليه،
وهذا ما تتغذى به الروح من بعد موته؛ لأن الثناء عليه يستدعي دعاء
الناس له، والصلاة والتسليم جزاء على ما عرفوه من زكاء نفسه)) .
فاستجاب اللَّه دعاءه، ((فوهب له من العلم والحكم، ما كان به من أفضل
المرسلين، وألحق بإخوانه المرسلين، وجعله محبوباً مقبولاً، مُعظَّماً مُثنىً
عليه في جميع الملل، في كل الأوقات))، وفي كل الأزمنة.
((وقد أخذ أهل العلم من هذه الدعوة الترغيب في العمل الصالح الذي
يكسب العبد به الثناء الحسن، ويورّثه الذكر الجميل، إذ هو الحياة الثانية،
كما قيل: ( قد مات قوم وهم في الناس أحياء) أي بذكرهم الطيّب،
وسيرتهم العطرة)).
((روى أشهب عن مالك قال: قال اللَّه عز وجل
{وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}: لا بأس أن يحب الرجل أن يُثنى
عليه صالحاً، ويُرى في عمل الصالحين، إذا قصد به
وجه اللَّه تعالى)).
بعد أن سأل الله سعادة الدنيا سأل الله سعادة الأخرى الأبدية :
قوله: {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}:أي من السعداء في الآخرة الذين
يستحقون ميراث جنات الخلد، وقد أجاب اللَّه تعالى دعوته، فرفع منزلته
في أعلى جنات النعيم، وفي هذا حثٌّ من اللَّه تبارك وتعالى لعباده على قوّة
الهمم إلى الجدّ في السؤال بهذه الدعوات المباركات؛ لما تتضمنه
من خيري الدنيا والآخرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق