شرح الدعاء (86)
{وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ *
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }.
هذه الدعوة المباركة تكملة لدعوات خليل الرحمن، فقوله:
{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ}: الخزي هو: الذل، والهوان .
يقال: خزي الرجل: لَحِقَه انكسار إما من نفسه وإما من غيره.
أي اعصمني من الذلّ والهوان يوم القيامة، يوم بعث الخلائق لمحاسبتهم،
فتضمّن هذا الطلب السلامة من الفضيحة بالتوبيخ على الذنوب، والعقوبة
عليها. وهذا الدعاء من خليل الرحمن، كان من دعاء نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم ((اللهم لا تخزني يوم القيامة، ولا تخزني يوم
البأس، فإن من تخزه يوم البأس فقد أخزيته)).
ثم ذكر العلّة في سؤاله لذاك اليوم:
{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}: أي لا يقي
المرء من عذاب اللَّه ولو افتدى بملء الأرض ومن عليها ذهباً وبشراً،
إلاّ من أتى اللَّه بقلب سليم من كل المساوئ، والعيوب من أمراض
الشبهات، كالشرك، والشك، والنفاق، والإصرار على البدع والضلالات،
ومن أمراض الشهوات مثل حب الدنيا، وغرورها، و بالجملة السالم
من الخصال الذميمة، المتصف بالصفات الجميلة، وخصّ القلب بالذكر
لأنه الذي إذا سلم سلمت الجوارح كلها، و إذا فسد فسدت سائر الجوارح،
وهذا المطلب المهمّ كان من مطالب النبي صلى الله عليه وسلم
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ
نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا)).
تضمنت هذه الدعوات الجليلات جملاً من الفوائد :
1 - يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه من خيري الدنيا والآخرة،
وأن تكون الدار الآخرة هي مقصده، ومطلبه الأعظم .
2 - ينبغي للداعي أن يسأل اللَّه تعالى أن يزيده من العلم والحكمة
لما ينفعه في دينه ودنياه وآخرته .
3 – ينبغي للعبد أن يسأل اللَّه تعالى أن يرزقه مرافقة الصالحين
في الدنيا والآخرة.
4 – وكذلك أن يرزقه الثناء الحسن في الدنيا لما يترتب عليه
من الفوائد الآتية:
أ – الدعاء له .
ب _ الاقتداء، والتأسي به .
ج _ القبول عند المخاصمة، والوعظ، وغير ذلك .
5 – أهمية التوسّل بصفات اللَّه تعالى، ومنها صفة (الهبة) الفعلية، كما
في كثير من الأدعية القرآنية؛ فإن فيها من كمال الأدب، والتعظيم، والثناء
على اللَّه تعالى حال السؤال، والدعاء.
6 – أن ذكر العلة في السؤال من حسن الدعاء، كما أفاد قوله:
أ - {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.
ب – وكقوله تعالى: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ}.
7 – يحسن بالداعي أن يدعو لوالديه وإن كانوا على غير صلاح،
ولا هدى.
8 – أن جميع الأنبياء والمرسلين مشفقون من يوم القيامة .
9 – أن القلب هو أعظم مضغة، فإن صلحت صلح سائر الجسد، وإن
فسدت فسد سائر الجسد؛ لهذا خصَّها عليه الصلاة والسلام بالذكر
دون غيرها.
10 _ ينبغي للعبد أن لا يغترَّ بعمله، فإذا كان إمام الأنبياء يخاف من ذلك
اليوم على ما أوتي من الخصال الحميدة، فمن باب أولى من كان دونه.
{وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ *
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }.
هذه الدعوة المباركة تكملة لدعوات خليل الرحمن، فقوله:
{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ}: الخزي هو: الذل، والهوان .
يقال: خزي الرجل: لَحِقَه انكسار إما من نفسه وإما من غيره.
أي اعصمني من الذلّ والهوان يوم القيامة، يوم بعث الخلائق لمحاسبتهم،
فتضمّن هذا الطلب السلامة من الفضيحة بالتوبيخ على الذنوب، والعقوبة
عليها. وهذا الدعاء من خليل الرحمن، كان من دعاء نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم ((اللهم لا تخزني يوم القيامة، ولا تخزني يوم
البأس، فإن من تخزه يوم البأس فقد أخزيته)).
ثم ذكر العلّة في سؤاله لذاك اليوم:
{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}: أي لا يقي
المرء من عذاب اللَّه ولو افتدى بملء الأرض ومن عليها ذهباً وبشراً،
إلاّ من أتى اللَّه بقلب سليم من كل المساوئ، والعيوب من أمراض
الشبهات، كالشرك، والشك، والنفاق، والإصرار على البدع والضلالات،
ومن أمراض الشهوات مثل حب الدنيا، وغرورها، و بالجملة السالم
من الخصال الذميمة، المتصف بالصفات الجميلة، وخصّ القلب بالذكر
لأنه الذي إذا سلم سلمت الجوارح كلها، و إذا فسد فسدت سائر الجوارح،
وهذا المطلب المهمّ كان من مطالب النبي صلى الله عليه وسلم
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ
نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا)).
تضمنت هذه الدعوات الجليلات جملاً من الفوائد :
1 - يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه من خيري الدنيا والآخرة،
وأن تكون الدار الآخرة هي مقصده، ومطلبه الأعظم .
2 - ينبغي للداعي أن يسأل اللَّه تعالى أن يزيده من العلم والحكمة
لما ينفعه في دينه ودنياه وآخرته .
3 – ينبغي للعبد أن يسأل اللَّه تعالى أن يرزقه مرافقة الصالحين
في الدنيا والآخرة.
4 – وكذلك أن يرزقه الثناء الحسن في الدنيا لما يترتب عليه
من الفوائد الآتية:
أ – الدعاء له .
ب _ الاقتداء، والتأسي به .
ج _ القبول عند المخاصمة، والوعظ، وغير ذلك .
5 – أهمية التوسّل بصفات اللَّه تعالى، ومنها صفة (الهبة) الفعلية، كما
في كثير من الأدعية القرآنية؛ فإن فيها من كمال الأدب، والتعظيم، والثناء
على اللَّه تعالى حال السؤال، والدعاء.
6 – أن ذكر العلة في السؤال من حسن الدعاء، كما أفاد قوله:
أ - {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.
ب – وكقوله تعالى: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ}.
7 – يحسن بالداعي أن يدعو لوالديه وإن كانوا على غير صلاح،
ولا هدى.
8 – أن جميع الأنبياء والمرسلين مشفقون من يوم القيامة .
9 – أن القلب هو أعظم مضغة، فإن صلحت صلح سائر الجسد، وإن
فسدت فسد سائر الجسد؛ لهذا خصَّها عليه الصلاة والسلام بالذكر
دون غيرها.
10 _ ينبغي للعبد أن لا يغترَّ بعمله، فإذا كان إمام الأنبياء يخاف من ذلك
اليوم على ما أوتي من الخصال الحميدة، فمن باب أولى من كان دونه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق