اليقين والرضا
على المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأن هناك حياة أخرى هي خير من هذه
الحياة، قال تعالى:
{وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى}
[الأعلى:17]،
وقال سبحانه:
{وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ}
[النحل:30]،
ويعني اعتقاد هذا أن تلك المحنة مهما طالت فهي إلى زوال، لأن الدنيا نفسها
زائلة، وهي لا تعدو أن تكون دار امتحان وابتلاء. ومن هذا المنظور للحياة
يتكون لدى الشخص المبتلى حوافز للرقي والسمو فوق المحنة، فيجاهد
نفسه، ويقول عند المصيبة (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) لأن المصائب لا تعدو
أن تكون سلبًا للنّعم التي سبق أن أنعم اللّه بها عليه، أو حرمانًا من النعم
التي أنعم اللّه بمثلها على عباده، فإذا ابتلى اللّه المؤمن فاستردّ منه نعمة
كان قد وضعها بين يديه ليبتليه بها، فإن المؤمن يتذكّر بسرعة أنّ اللّه
هو مالك كلّ شيء، ويتذكّر أيضًا أنه هو نفسه مملوك للّه، وأنّ جميع الخلائق
مملوكون له سبحانه وأنهم عباده، وأنهم جميعًا راجعون إليه، فإذا رجع
الملك إلى مالكه فعلام الحزن؟ وعلام الأسى؟ ولم الاعتراض؟
ولماذا التسخط؟
فحينما يتذكّر المؤمن هذه الحقائق يعلن عبارة الإيمان التي تدلّ عليها فيقول:
(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ). هذه العقيدة الإيمانية رحمة من اللّه تملأ القلوب
طمأنينة وتسليمًا، ورضىً عن اللّه عز وجل فيما جرت به مقاديره؛
فما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق