الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020

يعلم السرَّ وأخفى

 يعلم السرَّ وأخفى


قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:


{ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ

وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.



تأمل قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى:

{ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ }



، لتعلم أنه تعالى لا يخفى عليه شَيْءٌ؛



{ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ

وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}.



وَقَالَ تَعَالَى:

{ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلامُ الْغُيُوبِ}.



وَقَالَ تَعَالَى:

{ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }.



وأعظم من ذلك أن اللَّهُ تَعَالَى يَعْلَم السِّرَّ وَما هو أَخْفَى مِنَ السِّرِّ؛

فقد قَالَ تَعَالَى:

{ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى }.



وَالسِّرُّ هوَ مَا تُحَدِّثُ بِهِ نَفْسَكَ، وَأَخْفَى مِنَ السِّرِّ مَا لَمْ تُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَكَ بَعْدُ.

وَاللَّهُ - تَعَالَى - السِّرُّ عنْدَهُ عَلَانِيةٌ؛ والإِخْفَاءُ عنْدَهُ كَالْمُجَاهَرةِ؛



{ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ

وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ }.



وعِلمه تعالى ليس قاصرًا على مكنونات ضمائر البشر، وخفايا صدور العباد،

بل علمه محيط بجميع خلقه، لذلك قَالَ بعدها:

{ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ }.



ولا يغيبُ عن عِلْمِهِ شيءٌ مهما دقَّ؛



{ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ

وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }.



هل عندك يقين بهذا؟ - ولا إخاله يخفى عليك - وهل تقرر ذلك في نفسك؟

فاحذرْ أن تستخفي من العباد، ولا تستحي من رب العباد وَهُوَ يراك.

وإياك أن تكون كَهَؤُلَاءِ الذين ذمهم اللهُ بقوله:



{ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِوَهُوَ مَعَهُمْ }.



وإذا كنت تستحيي من الخلق أن يروك على ذنب،

فالخالق أحقُّ أن يستحيا منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق