الجمعة، 14 فبراير 2014

الترغيب في العدل ثانيًا: في السنة النبوية

 
لقد أقام النبي صلى الله عليه وسلم العدل، ورغَّب فيه،
وقد وردت الأحاديث تدلُّ على تطبيقه قواعد العدل، وإرسائه لمعالمه منها:
 
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:
 
( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة
في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكارهنا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله،
وعلى أن نقول بالعدل أين كنَّا، لا نخاف في الله لومة لائم ) .
وقال صلى الله عليه وسلم :
 
 ( إنَّ المقسطين يوم القيامة على منابر من نور، عن يمين الرحمن،
وكلتا يديه يمين- الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا )
قال ابن عثيمين:
 
[ فالعدل واجب في كلِّ شيء، لكنه في حق ولاة الأمور آكد وأولى وأعظم؛
لأنَّ الظلم إذا وقع من ولاة الأمور حصلت الفوضى والكراهة لهم،
 حيث لم يعدلوا ]
 
 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 
( سبعة يظلُّهم الله تعالى في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه:
إمام عدل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلَّق في المساجد،
ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه،
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال،
فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها،
 حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه )
قال ابن رجب:
 
[ وأول هذه السبعة: الإمام العادل: وهو أقرب الناس من الله يوم القيامة،
وهو على منبر من نور على يمين الرحمن، وذلك جزاء لمخالفته الهوى،
وصبره عن تنفيذ ما تدعوه إليه شهواته وطمعه وغضبه،
مع قدرته على بلوغ غرضه من ذلك؛
فإنَّ الإمام العادل دعته الدنيا كلها إلى نفسها،
فقال: إني أخاف الله رب العالمين، وهذا أنفع الخلق لعباد الله،
 فإنه إذا صلح صلحت الرعية كلها، وقد رُوي أنَّه ظلُّ الله في الأرض؛
 لأنَّ الخلق كلَّهم يستظلون بظلِّه، فإذا عدل فيهم أظلَّه الله في ظلِّه ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق