الاثنين، 8 أغسطس 2016

لماذا يجلد الزاني وشارب الخمر؟

هل تصدق عزيزي القارئ أن بعض العلماء ابتكروا أسلوباً فعالاً
لعلاج الإدمان على المخدرات ‏من خلال ضرب‎ ‎‏ (جلد) الشخص
على ظهره ... أليسj‏ هذه هي عقوبة الزاني أو شارب الخمر
 في ديننا ‏الحنيف؟....‏
 
نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية الشهيرة (وهي صحيفة علمانية لا
تؤمن بتعاليم الإسلام) مقالاً بتاريخ ‏‏(7/1/2013) حول أسلوب جديد لعلاج
الإدمان على الجنس والإدمان على المخدرات أو الخمور.. وذلك ‏من خلال
جلد أو ضرب المدمن عدداً من المرات على ظهره، مما يساهم بشكل
 فعال في التخلص من ‏الإدمان.‏
 
ويقول العلماء الروس إن هذه الطريقة أثبتت فعاليتها في حين فشلت
معظم أساليب العلاج التقليدية ‏للإدمان، ولكن ما هو سر ذلك؟
 
يؤكد الدكتور ‏Dr German Pilipenko   يؤكد أنه عالج أكثر من ألف
حالة بهذه الطريقة، حتى إن ‏الكثيرين يسافرون من دول بعيدة
 للاستفادة من هذا العلاج!! ‏
 
يقول هذا العالم السيبيري (من سيبيريا) إن ضرب مدمن الجنس بهدف
تخليصه من الآثام يساهم في ‏تحرير مادة الإندورفين Endorphins
من الدماغ وهي المادة المسؤولة عن السعادة، مما يجعل المدمن ‏يشعر
بسعادة تساعده على التخلص من ممارسة الجنس أو تعاطي المخدرات.‏
 
ويقول علماء النفس: إن هذا الأسلوب هو نوع من العقاب البدني على
أفعال آثمة ارتكبها مدمن الخمر ‏أو مدمن الزنا، تشعره بذنبه وأن ما يقوم
به هو خطأ كبير لابد من التخلص منه وعدم العودة إليه. وهو ‏أسلوب
فعال وقد استخدمه بعض الكهان قبل مئات السنين.‏
 
ويعترف الدكتور ‏Dr. Sergei Speransky,   مدير الدراسات الحيوية
في معهد ‏ Novosibirsk Institute of Medicine‏ بأن أسلوب
الضرب بالقصب أو الخيزران على الظهر فعال في علاج نوبات ‏الاكتئاب
والإحساس بالذنب.‏
 
فعملية الجلد أو الضرب تحفر مناطق خاصة في الدماغ لدى مدمن
المخدرات مثلاً وتحدث عمليات معقدة ‏تؤدي للتخلص من الإدمان بسهولة.‏
 
الآن دعونا نتساءل قليلاً:‏
لماذا يتقبل الغرب أي طريقة للعلاج ولو كانت عبارة عن جلد المدمن مئة
جلدة! ويعمل بها ويروج لها ما ‏دامت بعيدة عن الإسلام؟ ولماذا يرفض
أي تعاليم ينادي بها الإسلام مع العلم أن تعاليم الإسلام أكثر ‏رحمة،
ولا تنتظر الزاني ليصل إلى مرحلة الإدمان؟
 
نحن نعلم أن الله تعالى عالج ظاهرة الإدمان على الجنس من جذورها من
خلال الآية الكريمة:
 
{ الزَّانِيَةُ ‏وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ }
 [النور: 2].
 
 فهذه العقوبة سوف تطهر الزاني وتردع غيره ‏وتقطع مشكلة الإباحية من
جذورها.. وتنقذ ملايين الشباب من هذه الآفة المستعصية.‏
 
ولكن الغرب لا يقبل بأي علاج قادم عن طريق الإسلام، ونحن نرى اليوم
أنهم يقبلون العلاج ذاته ‏‏(بالضرب أو الجلد) لأنه قادم من روسيا،
ومن أناس غير مسلمين... سبحان الله!‏
 
ولذلك نستطيع أن نقول:‏
‏1- إن علاج مشكلة الزنا ومشكلة شرب الخمر من خلال الجًلد على
الظهر، هو علاج صحيح وتمت ‏تجربته آلاف المرات من خلال متخصصين
في العلاج النفسي وعلاج الإدمان.‏
 
‏2- إن وجود هذه العقوبة أو هذا الحدّ في كتاب الله تعالى (حد شارب
الخمر والزاني والزانية).. دليل على ‏أنه كتاب منزل من الله تعالى، وليس
كما يدعون أنه يأمر بالعنف ويتعدى على حقوق الإنسان.‏
 
‏3- إن تطبيق حد الزنا سوف ينقذ الملايين من الموت بسبب الأمراض
الجنسية المعدية، وسوف يوفر ‏المليارات التي تنفق على علاج هذه
الأمراض وسوف ينقذ ملايين الأسر من التفكك الأسري والعنف ‏المنزلي
ومشاكل أخرى قد تؤدي أحياناً للانتحار.. أيهما أفضل: مئة جلدة أم الموت
والمرض؟
 
مع العلم أن تكلفة "جلسة الجَلد" عند طبيب متخصص في روسيا تكلف
60 دولار أمريكي، بينما الإسلام ‏يقدم هذا العلاج مجاناً.. سبحان الله!‏
 
‏4- إن اعتراف المعالجين النفسيين أن ضرب مدمن الجنس يؤدي لنتائج
جيدة في العلاج، يؤكد إعجاز ‏القرآن في حد الزنا!! فإعجاز القرآن
لا يقتصر على الحقائق العلمية أو اللغوية بل هناك إعجاز
 في تطبيق ‏الحدود.‏
 
وربما تطالعنا أبحاثهم قريباً بضرورة قطع يد السارق لعلاج مشكلة
السرقة من جذورها.. فلو تأملنا دولة ‏مثل الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً
لرأينا وجود مئات الآلاف من اللصوص، وعلى الرغم من تطبيق ‏مختلف
أنواع العقوبات إلا أن جريمة السرقة في ازدياد. ولن يجد العالم عقوبة
أرحم من قطع يد السارق ‏لعلاج هذه الآفة وقطع الفساد من جذوره..
قال تعالى:
 
{ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً
 بِمَا كَسَبَا ‏نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
[المائدة: 38].
 
 هذه هي حكمة الله تعالى فأين هي حكمة البشر؟
 
وأخيراً فإن هذا الدين جاء رحمة للعالم، وربما لا نعجب عندما نعلم أن
الحرب كلما اشتدت على الإسلام ‏ازداد انتشار الإسلام وبخاصة في الدول
الغربية حيث ينعم الناس بحرية الفكر والاعتقاد.. وهذا دليل مادي ‏على أن
الإنسان العاقل عندما تُترك له حرية الاعتقاد فسوف يختار
هذا الدين الحنيف.‏
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق