الثلاثاء، 7 يناير 2020

سلسلة أعمال القلوب (75)


سلسلة أعمال القلوب (75)

النقطة التاسعة ثمرات اليقين:

والأمور التي يؤثرها في سلوك الإنسان، وفي قلبه،

وفي سائر تصرفاته وأعماله:

والعبد يجب عليه أن يروّض نفسه على الحد الأدنى وهو الصبر؛ لأنه ليس

دون الصبر إلا الجزع والسخط، فيذهب الأجر، ولا يُسترد المفقود، ما ذهب

لا يرجع، ما فات فإنه لا يمكن أن يعود، وبالتالي ليس على العبد إلا أن

يصبر؛ ليؤجر على هذه المصيبة. وأما إذا تسخط، فإنه يأثم، ويفوته الأجر،

والنهاية أنه يسلو سلو البهائم من غير احتساب ولا صبر، ولهذا قال بعض

خلفاء بني العباس –وهي كلمة حق- يقول:'أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل

أن يُدبر' يعني: ما قدره الله كائن لا محالة، ولا سبيل إلى دفعه، فعليك أن

تستقبله بالرضى والتسليم.. يقول:'وإذا أدبر أن يُقبل'.

فإذا مات لك حبيب، فلا يمكن أن يرجع من جديد إلى هذه الحياة الدنيا، فليس

عليك إلا الصبر. وكان عطاء الخراساني رحمه الله لا يقوم من مجلسه حتى

يقول:'اللهم هب لنا يقيناً بك حتى تهون علينا مُصيبات الدنيا، وحتى نعلم أنه

لا يُصيبنا إلا ما كُتب علينا، ولا يأتينا من هذا الرزق إلا ما قسمت لنا به'.

إذا وُجد عند العبد اليقين أن هذه الأرزاق قسمها الله بعلم وحكمة، وأن

الإنسان كُتب له رزقه وهو في بطن أمه، فالرزق لا يجلبه حرص حريص؛

فإنه لا يتهافت على الدنيا، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

[...اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ...]

رواه ابن ماجة.

فما قُسم لك من هذا الرزق؛ سيأتي إليك، ولو اجتمع من بأقطارها على أن

يمنعوا منك شيئاً من هذا الرزق الذي كتبه الله عز وجل لك، لا يمكن أن

يمنعوه، فلماذا التهافت على الدنيا؟ ولماذا الحرص الذي يُخرج الإنسان عن

الاقتصاد في الطلب، وعن التزام أخذ الحلال دون غيره مما حرم الله

تبارك وتعالى؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق