الخميس، 28 مايو 2020

كورونا لم تأت لتقتل


كورونا لم تأت لتقتل

مقال يستحق التأمل

بقلم معالي احمد خليفه السويدي

كلمات تقشعر منها الأبدان وتلين منها القلوب .

"كورونا" لم تأت لتقتل وتبيد ،

"كورونا" جاءت لتحيي .

نعم ، جاءت لتحي ضمير اﻷمة ،

جاءت لتوقظنا من غفلتنا ،

جاءت لترينا صغر حجمنا ﻷننا عجزنا أن نرى جرثومة

استطاعت أن تهدد الكون بأكمله

رغم صغر حجمها التي تكاد لا تذكر ،

جاءت لتقول لنا أن هناك ربّاً غفلنا عن ذكره وهو القادر

على استبدالنا في عشية وضحاها ،

ذرة لا تكاد ترى بالعين المجردة أوقفت العالم بأسره ولم تقعده ،

شلت أركان دول وأمم ، اهتزت لها منصات العالم ،

وتحركت باسمها منظمات وجمعيات .

سمعت صرير أقلام الكتاب والفلاسفة ،

كنا نظنها مجرد فايروس ابتلي به أقوام لم يعرفوا اﻹيمان

والتحصين والتوكل على الله ،

كنا نردد : تسلطوا على اﻷقلية المسلمة في بلادهم

فسلط الله عليهم جندا من جنوده ،

الذي لا يعلمها إلا هو ،

أوقفت على إثرها مدارسهم و معابدهم ومصانعهم ،

أما نحن ماذا حل بنا ؟

فقد أوقفت "كورونا" أقدس مقدساتنا عن بكرة أبيها ،

أوقفت أطهر بقاع اﻷرض عن السنة التي فطرها الله عليها ،

والله إنه لمصاب جلل ، تهتز له القلوب وتقشعر له اﻷبدان ،

هل أدركنا عظم مصابنا ؟

لو كان لكورونا فقط أنها أوقفت الطواف لساعات لكفى بنا من ألم ،

مع كل هذا لم تدمع أعيننا ولم تهتز مشاعرنا ،

أمسينا ونحن نتبادل اﻷخبار عن إغلاق الحرمين وإيقاف الطواف

والزيارة في الروضة

وكأننا نتحدث عن إغلاق مول تجاري ﻷمر طارئ ساعات وسيتم فتحة ،

"كورونا" ليست وباء للبشرية ،

والله لنحن الوباء على هذه اﻷرض إن لم نستغفر ونتوب إلى الله ،

والله سيستبدلنا وسيأتي بأقوام يستغفرون ويتوبون إليه .

"كورونا" إن لم توقظنا من غفلتنا ولَهونا عن ديننا ، والله سنستيقظ

على ويل شديد ،

نستيقظ وقد سُلب منا ديننا وقيمنا ، هي مجرد فايروس

أخافتنا وأرعبتنا وضجت مضاجعنا ،

فكيف برب هذا الفايروس ؟

ألا يستحق أن نخافه ونتضرع إليه وتضج مضاجعنا ليرحم ضعفنا .

"كورونا" إذا ذهبت ولم توقظ ضمير اﻷمة ،

فتأكدوا أننا نحن الوباء على هذه اﻷرض .

( منقول للفائدة / فاعتبروا يا أولي اﻷلباب )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق