الأربعاء، 10 أغسطس 2022

دعوة الأمة إلى التمسك بالدين لأجل النجاة

 

دعوة الأمة إلى التمسك بالدين لأجل النجاة


أن المسلمين بجميع قواهم؛ دينيةً كانت أو اجتماعيةً أو ما شاكلها في مأزق حرج، وهناك قوى آخذة بدفعه من على جرف هار إلى الهوة السحيقة، وهناك قوى أصيلة أولية آخذة بتمكينه في الأرض من جهة، وبِرَدِّ العادية عنه من جهة أخرى، وهذه العادية كان يُنْظَر إليها من قبل أزمان قريبة أنها آتية من أجنبي عن المسلمين ولكن الذي ظهر أنها نشأت في بيوتات المسلمين وعقر دارهم.

والحكمة -عباد الله- ضالة المؤمن، وهي تحتم علينا جميعاً أن نزداد عبرة وتبصرة بالحال، فكما أن المريض الذي يتثاقل عن الأخذ بأسباب علاجه يسبب لدائه تمكيناً؛ فكذلك السكوت والصمت والتهاون من قبل من له حق التبيين والتوضيح من ولاة أمر وعلماء ودعاة، بل إن سكوت من له حق وحراك من لا حق له، بل إن التحمس للباطل والتراخي في الحق لهو مُوْجِبٌ لاستشراء الداء، وسيحل بكثير من الأقوام الندم ولات ساعة مندم.

ثم ليعلم الضعفاء والمغفلون من أمتنا؛ الذين يحاولون في تبعيتهم وإعجابهم بما عند الأجنبي أن يؤلفوا الأمة على خلق جديد ينتزعونه ممن أعجبوا بحضارتهم، ألا فليعلموا أن الخلق الطارئ لا يرسخ بمقدار ما يفسد من الأخلاق الراسخة، وإذا كان البعض يشعر في قرارة نفسه أنه لابد للأمة في نهضتها من أن تتغير؛ فإن رجوعنا إلى كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم أعظم ما يصلح لنا من التغير وما نصلح به منه: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد:11] .
وإذا تقاصر المرء عن إبانة الحق فلا أقل من الاجتناب لكلمة الباطل، كما أن المرء المسلم إذا لم يستطع أن يكون مصلحاً فلا أقل من أن يصون نفسه عن أن يكون معول هدم، أو إذن دهليز لكل لاقط.
فليتق المرء ربه، ولينظر قبل الإحداث؛ في أي مزلة يضع قدمه وهو لا يدري ما الذي يوضع له في ميزان حسناته؛ مما ليس في حسابه ولا شعر أنه عمله، فنقول له ولأمثاله: رويدكم مهلاً وعلى رسلكم، إنها الهاوية، وما أدراكم ما هيه! {نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة:11] {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف:56] .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق