الثلاثاء، 28 فبراير 2023

شهدت كندا ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة

 شهدت كندا ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة


تندرج السنوات التسع الأخيرة ضمن العشر الأعلى حرارة التي سجلت في العالم على مر العقود،
ويحتل عام 2021 المرتبة السادسة بينها، وفقاً لتقرير سنوي نُشر الخميس (13 كانون الثاني/ يناير 2022)
تصدره وكالة علمية أمريكية تُعدَ مرجعاً في هذا المجال، .
ويشير خبراء إلى أنّ هذه المعطيات الصادرة عن "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي"
تؤكّد مجدداً حجم ظاهرة التغير المناخي واحترار الأرض. وتُظهر هذه المعطيات كذلك الاتجاه الذي نبهت إليه تحليلات
لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" والتي أُعلن عنها بالتزامن مع تحليلات لبرنامج "كوبيرنيكوس" الأوروبي لمراقبة الأرض.
ويعتبر المسؤول عن مراقبة المناخ في الوكالة الأمريكية راسل فوز أنّ تصنيفات الوكالات - رغم وجود اختلافات
بسيطة بينها - تُجمِع على أنّ "حرارة كوكب الأرض ترتفع بشكل كبير"، ويضيف أنّ "كلّ ما يحصل هو نتيجة
تركيزات قياسية من غازات الاحتباس الحراري، منها ثاني أكسيد الكربون"، بحسب ما قال خلال مؤتمر صحفي.
وتوضح الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أنّ السنوات الثماني الأخيرة تُعتبر الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل
درجات الحرارة في سجلات عام 1880، وتشكّل السنوات التسع الممتدة بين عامي 2013 و2021 جزءاً من قائمة
"السنوات العشر الأكثر سخونةً"، أما السنة العاشرة الناقصة فهي 2010 (المصنّفة في المركز التاسع).
ووفق الإدارة، فقد حلّ عام 2021 في المرتبة السادسة.
ويفوق متوسط درجة الحرارة المسجّل في العام الماضي بـ 1,04 درجة مئوية حقبة ما قبل الصناعة (1880-1900).
وكان اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم في عام 2015 قد أكد على ضرورة حصر الاحترار بدرجتين مئويتين وب1,5 درجة مئوية
إذا أمكن، مقارنةً بعصر ما قبل الصناعة.

ويرى فوز أنّ "متوسط درجة الحرارة العالمية سيتجاوز بشكل شبه مؤكد 1,5 درجة مئوية، وذلك خلال مرحلة معيّنة من العقد الثالث من القرن الحالي،
أو بحلول أوائل 2040، فاستمرار مختلف الدول في خفض انبعاثات غازات الدفيئة - ومنها تلك المُعلن عنها في مؤتمر المناخ
كوب26 في تشرين الثاني/نوفمبر- بالمعدلات الحالية، يُبقي العالم على مسار ارتفاع في الحرارة يبلغ 2,7 درجة، وهو مستوى صنّفته الأمم المتحدة بـ"الكارثي".
وكان متوسط الحرارة عام 2021 قد انخفض بفعل ظاهرة "إل نينا" التي تميل إلى تبريد الكوكب.
لكن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي تشير إلى أنّ متوسط درجة حرارة سطح الأرض في نصف الكرة الأرضية الشمالي
العام الفائت كان مدرجاً في المرتبة الثالثة كأعلى مستوى منذ عام 1880. وكان متوسط حجم الجليد البحري في القطب الشمالي هو تاسع أصغر حجم مسجل منذ بدء عمليات المسح عام 1979. ويميل الجليد البحري إلى الذوبان بشكل أسرع سنوياً في الصيف، ويتجدد قليلاً في الشتاء.
ويقول غافين شميدت من معهد غودارد للدراسات الفضائية التابع لوكالة "ناسا" في المؤتمر الصحفي نفسه إنّ الاحترار في القطب الشمالي أسرع بنحو ثلاث مرات من الاحترار المناخي لكوكب الأرض بأكمله، وهذا يزيد من ارتفاع منسوب المياه وانبعاث ثاني أكسيد الكربون.
وصنّف برنامج "كوبيرنيكوس" الأوروبي عام 2021 في المرتبة الخامسة كأحد أكثر الأعوام ارتفاعاً في الحرارة، ولكن من الممكن أن تقدّم الوكالات اختلافات بسيطة في بياناتها، بسبب اعتمادها منهجيات مختلفة. لكنها تتفق على أنّ عام 2016 لا يزال الأكثر سخونةً على الإطلاق.

ويرى فوز أنّ احتمال أن تكون سنة 2022 ضمن قائمة "السنوات العشر الأكثر سخونةً" قائم "بنسبة 99 في المئة".
ويُعزى الاحترار المناخي إلى الأنشطة البشرية وخصوصاً إلى استخدام الوقود الأحفوري (الغاز والنفط والفحم)، وتتمثّل نتيجته في تفاقم ظواهر الطقس المتطرفة. فيما يعتبر شميت أننا "وصلنا إلى مرحلة لم تعد فيها البيانات المتعلقة بالاحترار المناخي مقياساً باطنياً أو أكاديمياً لما يحدث، بل تنعكس في الطقس والأحداث التي نشهدها".
وشهد عام 2021 حرائق واسعة في سيبيريا وكاليفورنيا، وفيضانات كبيرة في ألمانيا وبلجيكا وأستراليا والصين، وموجة حر استثنائية في كندا.
وفي حين يصعب ربط بعض الظواهر الجوية مباشرةً بالتغير المناخي، يمكن أن تُعزى ظواهر أخرى بشكل واضح إليه، مثل موجة الحر التي اجتاحت غرب أمريكا الشمالية هذا الصيف.
وتعلّق كريستينا دال عالمة المناخ في "اتحاد العلماء المهتمين" على التقرير بالقول: "ما يثير خوفي في المعطيات الأخيرة (...) هو أنّها لم تعد مفاجأة أو صادمة"، داعيةً المسؤولين السياسيين إلى اتخاذ إجراءات "حازمة".
ويعتبر شميت أنّ "درجات الحرارة ستستمر في الارتفاع ما دمنا نزيد كمية الغازات المسبّبة للاحترار الحراري في الغلاف الجوي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق