السبت، 23 نوفمبر 2024

من هو القرين

 من هو القرين

هذا كلام ابن باز رحمه الله

وقال ابنُ باز:

(كُلُّ إنسانٍ مَعَه قَرِينٌ مِنَ المَلائِكةِ وقَرِينٌ مِنَ الشَّياطينِ؛ فالمُؤْمِنُ يَقهَرُ شَيطانَه بطاعةِ اللهِ والِاستِقامةِ على دينِهِ،
ويُذِلُّ شَيطانَه حَتَّى يَكونَ ضَعيفًا لا يَستَطيعُ أن يَمنَعَ المُؤْمِنَ مِنَ الخَيرِ ولا أن يَوقِعَه في الشَّرِّ إلَّا ما شاءَ اللهُ،
والعاصي بمَعاصيه وسَيِّئاتِه يُعِينُ شَيطانَه حَتَّى يَقْوى على مُساعَدَتِه على الباطِلِ، وتَشجيعِه على الباطِلِ،
وعلى تَثبيطِه عَنِ الخَيرِ. فعلى المُؤْمِنِ أن يَتَّقِيَ اللهَ وأن يَحرِصَ على جِهادِ شَيطانِه بطاعةِ اللهِ ورَسولِه والتَّعوُّذِ باللهِ مِنَ الشَّيطانِ) .
وقال ابنُ عُثَيمين: (القَرِينُ هوَ الشَّيطانُ مُسَلَّطٌ على الإنسانِ بإذْنِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، يَأمُرُه بالفَحْشاءِ ويَنْهاه عَنِ المَعروفِ،
كما قال عَزَّ وجَلَّ: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
ولَكِنْ إذا مَنَّ اللهُ سُبْحانَه وتعالى على العَبدِ بقَلبٍ سَليمٍ، صادِقٍ مُتَّجِهٍ إلى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، مُريدٍ للآخِرةِ، مُؤْثِرٍ اللَّهَ على الدُّنيا؛
فإنَّ اللهَ تعالى يُعِينُه على هَذا القَرينِ حَتَّى يَعجِزَ عَن إغوائِه؛ ولذلك يَنبَغي للإنسانِ كُلَّما نَزغَه مِنَ الشَّيطانِ
نَزغٌ أن يَستَعِيذَ باللَّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، كما أمرَ اللهُ؛ حَيثُ قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ
إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. والمُرادُ بنَزغِ الشَّيطانِ أن يَأمُرَكَ بتَركِ الطَّاعةِ، ويَأمُرَكَ بفِعلِ المَعصيةِ. فإذا أحسَسْتَ من نَفسِكَ المَيلَ
إلى تَركِ الطَّاعةِ، فذلك مِنَ الشَّيطانِ، أوِ المَيلَ إلى فِعلِ المَعصيةِ فهَذا مِنَ الشَّيطانِ؛
فبادِرْ بالِاستِعاذةِ باللَّهِ مِنه يُعيذُكَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مِنه، وأمَّا كونُ هَذا القَرينِ يَمتَدُّ بأن يَكونَ مَعَ الإنسانِ في قَبرِهِ،
فلا؛ فالظَّاهِرُ -واللهُ أعلَمُ- بمُجَرَّدِ أن يَموتَ الإنسانُ يُفارِقُه؛ لأنَّ مُهمَّتَه الَّتي كانَ مُسخَّرًا لَها قدِ انتَهَت) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق