الاثنين، 13 فبراير 2017

خطورة حبس البكاء


يقول الدكتور (ايرفنج ماركويتز) مدير مركز رعاية الطفولة
 بمدينة (نيوجرسي) ان تربية الأولاد (الصبيان) على حبس البكاء
والسخرية من الباكي ظاهرة من أسوأ ظواهر سلبيات الثقافة
الإنسانية، ذلك لأن حبس البكاء وكتمان الضحك تصرف
يشير إلى خلل في المشاعر.
 
إذا ضج الجميع بالضحك عند سماع نكته وبقي واحد لم تهزه البهجة،
فإننا نصفه ببلادة الحس وأولى بهذا الوصف شخص لا تقطر عيناه
دمعه، عندما يتعرض لألم مبرح أو حزن ساحق وهذان النقيضان غالباً
من انتاج التربية على حبس البكاء، وغالباً مايصبح هؤلاء غلاظ أكباد
يفقدون جانباً كبيراً من شفافية الإحساس الإنساني ويعجزون عن
تكوين نسيج من العلاقات الطيبة الوثيقة مع عشرائهم الرجل الذي
يدفن آلامه في اعماقه ويقاومها حتى لاتفيض دموعاً تغسل أحزانه
ويبقيها جمرات تعذبه وتسبب له ولغيره متاعب لامبرر لها وليس
 من السهل ان يشارك أي فرد غيره من الناس أفراحه ومسراته.
عظمة الإنسانية فهي القدرة على رقة الإحساس بما يصيب الناس
ومشاركتهم في احزانهم لكن هذه العظمة العاطفية تقضي عليها فكرة
يورثها الآباء للأبناء في مختلف الثقافات التاريخية والمعاصرة.
 
مؤداها أن البكاء والدموع هما أوضح علامات الضعف
 ولو نظرنا إلى هذا الاعتقاد نظرة موضوعية لوجدنا أن الدموع
ربما كانت دليلاً على القوة وليس الضعف،
دموع الضعف يذرفها المستجدي والمستعطف أما دموع الأسى
والمشاركة الوجدانية والشعور بالألم ، فلا يجرؤ على مواجهة الواقع
بها في مجتمع يستنكر رجاله البكاء إلا شخص قوي شجاع والرجل
القوي الشجاع يثق في قدرته على التعامل مع عواطفه ولايهمه
 ان يخطئ الناس في طويته اذا عبر عن مشاعره الطبيعية بصدق
فأضحكته النكته أو ابكته كارثه مادام محافظاً على مشاعر الناس
لايخدشها ولا يقصد بالضحك أو البكاء خداعاً أو رياء ، إن جمود
الإحساس وكبت المشاعر عله تقلل من القدرة على مقاومة المرض
لأنها تحكم بالجمود على أجزاء معينه من المخ والجسم، ولكن تراكم

الآلام يجعلها تنفجر يوماً في صورة مرضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق