الجمعة، 17 فبراير 2017

تصوير مقاطع ساخرة عن الأطفال


تصوير مقاطع ساخرة عن الأطفال  
" اضحك على نفسك "  

 
تعلو ضحكات الأقارب
بينما تصارع طفلة الموت غرقاً داخل مسبح منزلي،

ويسقط طفل على الأرض دون حركة من فوق خيل جامحة
تتابعه نظرات والديه مع ضحكاتهم الساخرة،
 
وأب يمازح طفلته الصغيرة بأنّه قرر الانفصال عن والدتها
وأنه لم يعد يحبها، فتدخل في نوبة بكاء مفزعة،
 
وطفل لا زال جسده النحيل معلق بغصن شجرة
بينما والده يختار الزاوية الأفضل لالتقاط صورة مضحكة!.
 
تلك كانت مقاطع ساخرة تحمل في مضمونها الألم، والخوف، والفزع؛
 لأطفال لم يختاروا بملء إرادتهم أن يكونوا أبطالاً لمشاهد
تعرضها شاشة اليوتيوب
 
 
مسؤولية الأسرة  
 
قال د.أحمد الحريري
 معالج نفسي وباحث في الشؤون النفسية والاجتماعية-:

أنّ تصوير الأطفال في مواقف ساخرة أو غير جيدة ونشره قد يشكل لهم
 صدمة أخلاقية أو عاطفية في مستقبل أيامه، عندما يجد أنّ هذا المشهد
 تم تصويره منذ عدة سنوات، وهو عبارة عن نكتة ساخرة كان هو
 عنصرها الرئيس، إضافةً إلى أنّ لمواقع نشر مقاطع الفيديو مخاطرها
في علاقة الطفل بالكمبيوتر وإدمانه على الإنترنت والألعاب الإليكترونية،
 وبالتالي تتشوه علاقة الطفل التي يفترض أن تكون جيدة
ومفيدة له مع الإنترنت،
 
منوهاً أنّ

 لتلك المواقع فوائد لا يمكن نكرانها من أهمها وجود مقاطع تعليمية
 للأطفال يستطيعون مشاهدتها ومتابعتها ومحاولة استيعابها،
 
مشدداً
 
على ضرورة تسجيل ذكريات جميلة ولحظات تفوق وانتصار للأطفال
تحفظ في المواقع لتبقى في ذاكرتهم، فهذا يعزز مستوى ثقتهم
 في أنفسهم، ومستوى قدراتهم، مؤكداً على أنّ مسؤولية الأسرة كبيرة
تجاه تربية أبنائها ومعرفة ما يشاهدون وما يسمعون وما يتلقون
 من أفكار ومشاهدات قد تكون مفيدة وقد تكون غير ذلك.
 
 
وأشار د.أحمد الحريري
 
إلى أنّ صناعة المقاطع يمكن أن تؤثر على علاقة الطفل بمجتمعه
 وأسرته بشكل نسبي، ويختلف ذلك من طفل لآخر،
ولكن حتماً إذا كان لدينا طفل حساس يميل إلى القلق والخجل الإجتماعي
فإنّ هذه المقاطع ستؤثر عليه، خصوصاً إذا كان هو العنصر الأساسي فيها
أو أحد عناصر المشاهد، فقد تؤثر عليه فعلاً وتفقده مستوى علاقته
مع ذاته أو مع من حوله، وقد ينظر لها على أنّها وصمة عار
كلما تذكرها، والمشكلة عندما لا يستطيع التحكم في المقطع
من حيث إزالته عندما يأخذه آخرون ويضيفونه في حساباتهم،
وبالتالي لا يستطيع السيطرة عليه أبداً.
 
 
دور الأسرة  
 
وأضاف د.أحمد الحريري
 
الأسر عندما يصورون أولادهم بحثاً عن الفكاهة لا يعلمون
 أن هذه المقاطع قد لا تكون جيدة على شخصية الطفل عندما يكبر،
 فقد تكون مضحكة في لحظتها ولكن لا نعلم عن مستوى
 تأثيرها عندما يكبر،
وأقرب مثال على ذلك عندما نختار أسماء لأطفالنا نعتقد أنّها جيدة
 ورائعة، ولكن بعضها أسماء مخجلة لهم عندما يكبرون،
ويشعرون أنّ هذه الأسماء تضعهم في موقف محرج،
ولا ننسي أيضاً أنّ من واجب الأسرة أن ترسم
 طريقاً متوازناً من الناحية النفسية والاجتماعية لابنها،
بمعنى أنّه لا بد أن يرضى الطفل عن نفسه وذاته وخبراته عندما يكبر،
والتي يجب أن يراقبها الأسرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق