الأربعاء، 24 مارس 2021

موسوعة المؤرخين (07)

 
موسوعة المؤرخين (07)



فؤاد سزكين (الجزء الأول)
ملخص المقال
الدكتور العلامة فؤاد سزكين هو أحد أعلام المسلمين في العصر الحديث،
وهو يعد رائد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، ناضل وجاهد من أجل كشف
الدور الحضاري

فؤاد سزكين
انتقل الى رحمة الله تعالى صباح يوم السبت 30 يونيو 2018م بإسطنبول
الأستاذ الدكتور العلَّامة محمد فؤاد سزكين بعد عمرٍ طويلٍ في خدمة
التراث الإسلامي.

فؤاد سزگين هو رائد تاريخ العلوم العربيَّة والإسلاميَّة، ومؤسِّس ومدير
معهد تاريخ العلوم العربيَّة الإسلاميَّة في جامعة في فرانكفورت.

رحلة فؤاد سزكين العلمية
وُلِد البروفيسور محمد فؤاد سزكين Fuat Sezgin يوم (24 أكتوبر عام
1924م= 24 ربيع الأول عام 1342هـ) في مدينة بدليس، تركيا، وفيها
أكمل دراسته الابتدائيَّة والثانويَّة، وكان في نيَّته الدراسة في الجامعة
التكنولوجيَّة، إلَّا أنَّ أحد أقربائه أخذه الى المستشرق هلموت ريتر
Hellmut Ritter الذي كان يدرس هناك منذ عام 1926م، وهو من أنشأ
سلسلة (النشريَّات الإسلاميَّة) التي نشرت عيون التراث العربي ولا زالت،
وقد أقنع ريتر -المسكون بحبِّ التراث العربي- فؤاد سزكين بدراسة التاريخ
العربي الإسلامي فضلًا عن الرياضيَّات؛ لكي يُرضي طموحه العلمي.

بدأ سزكين بتعلُّم اللغة العربيَّة جيِّدًا إلى حدِّ أنَّه أصبح في الفصل الدراسي
السابع يتحدَّث بها مع أساتذته. وتحت إشراف هلموت ريتر حصل في عام
1954م على الدكتوراه بأطروحةٍ عنوانها "مصادر البخاري"، تدفع بأنَّ –
خلافًا للاعتقاد الشائع بين المستشرقين الأوروبيِّين- المجموع من الحديث في
صحيح البخاري كان يعتمد على مصادر مكتوبة تعود إلى القرن السابع
الميلادي، وكذلك على التواتر الشفهي.

وقد أتقن المؤرخ التركي 27 لغة، من بينها السريانية والعبرية
واللاتينية والعربية والألمانية بشكلٍ جيِّدٍ جدًّا.

وأصبح سزكين أستاذًا في جامعة إسطنبول من عام 1954م، وكان اهتمامه
منذ وقتٍ مبكِّرٍ بمسألة نشر التاريخ الحقيقي للعلوم العربيَّة في العصر
الذهبي الإسلامي وتأثيرها على بلاد الغرب.

فى عام 1961م كان العالم الشاب قد اختار ألمانيا موطنًا جديدًا له، وبدأ
العمل على تحقيق حلمه في جمع وإعادة نشر تاريخ العلوم العربيَّة. في بادئ
الأمر كتب بجامعة فرانكفورت عمله الأوَّل للحصول على لقب البروفيسور
في تاريخ العلوم الطبيعيَّة، وسرعان ما أدرك أنَّ جامعة فرانكفورت لا تُلبِّي
رغبته لتنفيذ خططه، وبعد ذلك بسنتين -أي عام 1963م- أصدر المجلَّد
الأوَّل من (تاريخ التراث العربي)، التي وصل عددها اثني عشر مجلَّدًا في
علوم العرب التي شملت العلوم الأدبيَّة والطب والكيمياء والجغرافيا، ويُعدُّ
أهمَّ مستدركٍ لكتاب أستاذه الشهير كارل بروكلمان (تاريخ الأدب العربي).

معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية
سعى لدى الدول العربيَّة الى تطبيق فكرته الداعية الى تأسيس معهد دولي
متخصِّص بتاريخ العلوم العربيَّة الإسلاميَّة، وقد شارك أربعة عشر بلدًا عربيًّا
فضلًا عن المنظَّمات والأصدقاء والمشجِّعين من العالم الإسلامي بالتبرُّع بثلث
الأموال المقترحة كرأسمال أوَّلي للجمعيَّة، ومنها العراق، وتبرَّعت الكويت
وحدها بتأسيس المبنى المناسب قرب الجامعة وتجديده بالشكل الذي
يُلبِّي متطلَّبات المعهد.

وفي عام 1982م تأسَّس (معهد تاريخ العلوم العربيَّة والإسلاميَّة) في إطار
جامعة فرانكفورت، وكان من أهم ما أنجزه الدكتور فؤاد سزكين خلال معهده
أنه أعاد صنع الآلات العربيَّة القديمة، وقد كان أول من فعل ذلك، وكان
هو نفسه من عثر على كثيرٍ منها في المخطوطات القديمة، غير أنَّ
المخطوطات القديمة بها نقص؛ حيث إنَّها غالبًا ما تصف الآلات فقط
دون أن ترسمها.

وفي سنه 1983م تُغُلِّبَ على هذا العائق وصُنِعَت الآلة الأولى على أساس
المخطوطات القديمة، وتبعها بعد ذلك العديد والعديد من الآلات، ولا يقتصر
صنع الآلات على العمل داخل ورشة المعهد، بل تُصنع للمعهد آلات
في القاهرة وإسطنبول وسويسرا وإسبانيا.

وقد أنشأ في عام 2010م وقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلاميَّة بهدف دعم
أنشطة متحف العلوم والتكنولوجيا الإسلامية في إسطنبول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق