الجمعة، 26 مارس 2021

موسوعة المؤرخين (09)

 موسوعة المؤرخين (09)


فؤاد سزكين (الجزء الثالث)
كتاب تاريخ التراث العربي

يُعتبر سفره "تاريخ التراث العربي" – وهو مكوَّنٌ من 15 جزءًا- مرجعًا
أساسيًّا ومَعْلَمًا فريدًا وحجر الزاوية في تاريخ العلوم والتكنولوجيا في العالم
العربي الإسلامي، بالإضافة إلى مؤلَّفه ذي الخمسة أجزاء حول "العلم
والتكنولوجيا في الإسلام"، وصدر عن معهده الذي أسَّسه، وقد بدأ جمع
المادَّة العلمية لكتابه "تاريخ التراث العربي" ليمتدَّ به العمل لنحو عقدين من
الزمن، فصدر الجزء الأوَّل عام 1967م، وطُبِعَ في ليدن، ثم توالى صدور
المجلَّدات حتى عام 1984م.

ولقد خصَّص المجلَّد الأوَّل للعناية بـعلوم:
القرآن والحديث والتدوين التاريخي والفقه والعقائد والتصوُّف.
والمجلد الثاني: الشعر.
والثالث: الطب، والصيدلة، وعلم الحيوان، والبيطرة.
والرابع: السيمياء، والكيمياء، والنبات، والفلاحة.
والخامس: الرياضيات.
والسادس: علم الفلك.
والسابع: علم الفلك.
والثامن: علم اللغة.
والتاسع: النحو.

وجاءت المجلدات (العاشر، والحادي عشر، والثاني عشر) في: الرياضيات
الجغرافية والخرائطية في التراث الإسلامي ووجودها المستمر في الغرب
(مجلدان للنصوص، والثالث للخرائط، عام 2000م).

والمجلد الثالث عشر: الرياضيات الجغرافية والخرائطية في التراث الإسلامي
وتواجدها المستمر في الغرب (المؤلِّفون، عام 2007م)، والمجلد الرابع
عشر، والخامس عشر: الجغرافية البشرية (2010م).

ويُغطِّي العملُ الفترةَ من ظهور الإسلام حتى عام (430ﻫ= 1039م) ليُؤرِّخ
لمنجزات العلماء العرب والمسلمين، مع ترجمةٍ لكلِّ عالم، وأسماء مؤلَّفاته،
وأماكنها في مكتبات العالم المخطوط منها، وناشري المطبوع، مع بيان ما
تعلَّق بها من شروح، ومختصرات، وذيول.. إلخ، مرتِّبًا ذلك ترتيبًا زمنيًّا.

وقد أثير حول الكتاب بعض الانتقادات والمآخذ التي اقتصرت على جزءٍ واحدٍ
في الكتاب وهو الخاص بـ"علمي القرآن والحديث" في المجلد الأول. وهي
تدور حول بعض الآراء والقضايا حول كتب ومنهج البخاري
والنسائي وغيرها..

وعلى الرغم من تحامل أحد الباحثين على الكتاب ومؤلِّفه فإنَّه ذكر في سياق
حديثه ما نصُّه: "والحقُّ أنَّ الكتابَ لا غِنَى عنه ولا نظير له، وإنَّ الباحث
المسلم ليجد الغُصَّة في حَلْقِهِ حين يجد نفسه مُضطرًّا إلى الرجوع –وبشكل
دائم مُكَثَّف– إلى كتاب سِزْگين..".

ويُعتبر الدكتور أكرم العمري -أستاذ التاريخ بجامعة بغداد- أوَّل من قدَّم
دراسةً نقديَّةً لكتاب "تاريخ التراث العربي"، وقد أكد الدكتور أكرم بعد أن
استفاض في توضيح تلك الأخطاء -في رأيه- أن الدكتور فؤاد سزكين قد
تراجع عن تلك الآراء بعد مراجعتها، فيقول: "من الجدير التنبيه عليه أن
سزكين قد حذف هذه الآراء في الطبعة التي أصدرتها جامعة الإمام محمد
بن سعود الإسلامية، وإنَّما أوردته في البحث لتنبيه من يُراجع الطبعة الأولى
ولا سيَّما أنَّ الحذف جرى دون توضيح أو تنبيه".

جوائز فؤاد سزكين
وتقديرًا لجهوده الكبيرة تلقَّى أ.د فؤاد سزكين عدَّة جوائز، منها: وسام
الاستحقاق من الدرجة الأولى، ووسام الشرف التقديري الكبير من جمهوريَّة
ألمانيا الاتحاديَّة، وميدالية جوته من مدينة فرانكفورت "
Frankfurt am Main Goethe"، بالإضافة إلى أنَّه أوَّل فائزٍ بجائزة
الملك فيصل العالميَّة في الدراسات الإسلامية عام 1978م، وهو عضوٌ
في الأكاديميَّة التركيَّة للعلوم، وأكاديميَّة المملكة المغربيَّة، ومجامع اللغة
العربيَّة بالقاهرة ودمشق وبغداد، وكذلك تُوِّج بالدكتوراه الفخرية من قبل
جامعات عديدة، مثل: "أتاتورك" في ولاية أرضروم التركية، و"سليمان
ديميرال" في ولاية إسبارطة، وجامعة إسطنبول، والجائزة الرئاسية
الكبرى للثقافة والفنون بتركيا.

وفاة فؤاد سزكين
تُوفِّي عميد التراث العربي والإسلامي رحمه الله صباح يوم السبت الموافق
30 من يونيو/حزيران عام 2018م، عن عمرٍ يناهز الرابعة والتسعين.

وفي 1 يوليو عام 2018م أُقيمت جنازة العلامة الدكتور فؤاد سزكين
في مدينة إسطنبول، حيث خرجت من مسجد محمد الفاتح وحضرها كبار
الشخصيات التركية على رأسهم الرئيس التركي، وقد ذكر الرئيس التركي
في كلمةٍ له بعد أداء الصلاة أنه جلس مع الدكتور فؤاد وسأله عن المكان
الذي يُفضِّله كي تقوم الدولة ببناء مكتبةٍ له فيها، فذكر له أن تكون بداخل
مبنى متحف حديقة گول خانه. وفعلًا أفتُتحت المكتبة منذ فترة بداخل المبنى،
كما أنه أوصى أن يدفن بالمبنى نفسه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق