السبت، 27 مارس 2021

موسوعة المؤرخين (10)

 

موسوعة المؤرخين (10)



ابن تغري بردي (الجزء الأول)

ابن تغري بردي
الأمير جمال الدين أبو المحاسن ابن تغري بردي (812-874هـ=1409-
1470م)، أحد أمراء دولة المماليك البرجية، ومن مشاهير المؤرخين
المسلمين على الإطلاق، وصاحب الموسوعات التاريخية القيمة في تاريخ
مصر والعالم الإسلامي، والتي جعلته بعد أستاذه تقي الدين المقريزي مؤرخ
مصر الموسوعي ومؤرخ النيل، والتي أشهرها "النجوم الزاهرة في ملوك
مصر والقاهرة"، "المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي".

اسمه ونسبه
هو الأمير جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغرى بردى بن عبد الله
الظاهري القاهري المصري الحنفي، الإمام الفقيه المؤرخ البحاثة. مؤرخ
مصري من القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، ولَقَب "تغري
بردي" الذي عُرف به أبوه، لقب تتري يعني "عطاء الله" أو
"الله أعطى"،كان يكتبها الأتراك "تكري ويردي" ويلفظون الكاف نونا،
والواو أقرب إلى أل v بحركة بين الفتح والكسر.

مولده وأسرته
ولد ابن تغري بردي بمدينة القاهرة بدار الأمير منجك اليوسفى بجوار
مدرسة السلطان حسن، فى حدود سنة 812هـ / 1409م، وقيل سنة
813هـ / 1410م. ونشأ في بيت علم ودين ورياسة، فوالده الأمير الكبير
سيف الدين تغرى بردى اليشبغاوى الظاهرى أتابك العساكر بالديار
المصرية، ثم كافل المملكة الشامية. كان أبوه مملوكًا من بلاد الروم، اشتراه
السلطان الظاهر برقوق، وقربه إليه حتى صار رئيس عساكره واختاره مع
من اختارهم لوصاية المملكة بعد وفاته، ومن أم كانت هي الأخرى أمة
من إماء السلطان نفسه، وغدا والده في أثناء حكم السلطان الناصر
فرج بن برقوق في سنة 810هـ / 1407م رئيسًا للجيش المصري (أمير
كبير)، وفي سنة 813هـ / 1410 - 1411م عين نائبًا للسلطنة في دمشق.

ولم يطل بوالده الأمير المقام إذ توفي بدمشق سنة 815هـ / 1412م وخلّف
ابنه يوسف وهو في الثانية أو الثالثة من عمره، واحتضنته أخته، وأخذت
على عاتقها رعايته وتربيته. وكانت زوج قاضي القضاة الحنفي الناصري
محمد بن العديم الذي تولى تربيته، ولما توفي سنة 819هـ / 1416م
تزوجت من بعده قاضي القضاة الشافعي والعالم الشهير شيخ الإسلام جلال
الدين البلقيني (ت 824هـ/1421م) وبذلك نشأ في بيت علم ودين.

نشأته العلمية
وفي بيت شيخ الإسلام البلقيني استكمل ابن تغري بردي تعليمه، فقد وجهه
زوج أخته منذ نعومة أظفاره إلى طلب العلم، فحفظ على يديه القرآن الكريم
وتعلم علوم اللغة العربية والفقه والأصول والحديث، إلى أن كبر وانتشا
وترعرع، فذهب إلى حلقات العلم ودروس التحصيل، فتعلم على مشاهير
علماء القاهرة والحجاز وحلب، في العلوم المتداولة في زمنه كالفقه والحديث
والنحو والصرف والعروض وعلم الهيئة (الفلك) والطب، ومنهم ابن حجر
العسقلاني، وبدر الدين العيني، وابن عربشاه مؤرخ تيمور لنك،
والمقريزي، وغيرهم.

فقد اشتغل ابن تغري بردي بفقه الحنفية، وحفظ القدورى وتفقّه بشمس
الدين محمد الرومى وبالعينى وغيرهما، وأخذ النحو عن التقىّ الشّمنّى
ولازمه كثيرا وتفقه به أيضا، وأخذ التصريف عن الشيخ علاء الدين الرومى
وغيره، وقرأ المقامات الحريرية على قوام الدين الحنفىّ وأخذ عنه العربية
أيضا وقطعة جيدة من علم الهيئة، وأخذ البديع والأدبيات عن الشهاب بن
عربشاه الحنفى، وغيره، وحصر على ابن حجر العسقلانى وانتفع به، وأخذ
عن أبى السعادات بن ظهيرة قاضى مكة، والعلامة بدر الدين ابن العليف
والشيخ قطب الدين أبى الخير بن عبد القوى شاعري مكة كثيرا من شعرهما.
وكتب عن شعراء عصره واجتهد وحصل ونثر ونظم وبرع فى عدّة علوم
وشارك فى عدّة فنون.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق