الاثنين، 30 يوليو 2012

َكيتُ يا رَبعُ حَتّى كِدتُ أَبكيكا


بسم الله الرحمن الرحيم



بَكيتُ يا رَبعُ حَتّى كِدتُ أَبكيكا*** وَجُدتُ بي وَبِدَمعي في مَغانيكا



فَعِم صَباحًا لَقَد هَيَّجتَ لي شَجَنًا *** وَاردُد تَحِيَّتَنا إِنّا مُحَيّوكا



بِأَيِّ حُكمِ زَمانٍ صِرتَ مُتَّخِذًا *** رِئمَ الفَلا بَدَلًا مِن رِئمِ أَهليكا



أَيّامَ فيكَ شُموسٌ ما انبَعَثنَ لَنا *** إِلّا ابتَعَثنَ دَمًا بِاللَحظِ مَسفوكا
وَالعَيشُ أَخضَرُ وَالأَطلالُ مُشرِفَةٌ *** كَأَنَّ نورَ عُبَيدِ اللهِ يَعلوكا



نَجا امرُؤٌ يا ابنَ يَحيى كُنتَ بُغيَتَهُ *** وَخابَ رَكبُ رِكابٍ لَم يَؤمّوكا



أَحيَيتَ لِلشُعَراءِ الشِعرَ فَامتَدَحوا *** جَميعَ مَن مَدَحوهُ بِالَّذي فيكا



وَعَلَّموا الناسَ مِنكَ المَجدَ وَاقتَدَروا *** عَلى دَقيقِ المَعاني مِن مَعانيكا



فَكُن كَما أَنتَ يا مَن لا شَبيهَ لَهُ *** أَو كَيفَ شِئتَ فَما خَلقٌ يُدانيكا



وَعُظمُ قَدرِكَ في الآفاقِ أَوهَمَني *** أَنّي بِقِلَّةِ ما أَثنَيتُ أَهجوكا



شُكرُ العُفاةِ لِما أَولَيتَ أَوجَدَ لي *** إِلى نَداكَ طَريقَ العُرفِ مَسلوكا



كَفى بِأَنَّكَ مِن قَحطانَ في شَرَفٍ *** وَإِن فَخَرتَ فَكُلٌّ مِن مَواليكا



وَلَو نَقَصتُ كَما قَد زِدتُ مِن كَرَمٍ *** عَلى الوَرى لَرَأَوني مِثلَ شانيكا



لَبّى نَداكَ لَقَد نادى فَأَسمَعَني *** يَفديكَ مِن رَجُلٍ صَحبي وَأَفديكا



ما زِلتَ تُتبِعُ ما تولي يَدًا بِيَدٍ *** حَتّى ظَنَنتُ حَياتي مِن أَياديكا



فَإِن تَقُل «ها» فَعاداتٌ عُرِفتَ بِها *** أَو «لا» فَإِنَّكَ لا يَسخو بِها فوكا



الشاعر : المتنبي
البحر : البسيط
الروي : كاف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق