الأحد، 6 أبريل 2014

رسول الله صلى الله عليه و سلم و الأطفال

اهتمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل :
الطفل هو رجل المستقبل، ومرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان،
ومن ثم اهتم النبي ـ صلى الله علي وسلم ـ بأمر الطفل وتربيته منذ
اللحظات الأولى لمجيئه للحياة، بل قبل أن يوجد، فأمرالطفل هو رجل
المستقبل، ومرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان، ومن ثم اهتم
النبي ـ صلى الله علي وسلم ـ بأمر الطفل وتربيته منذ اللحظات الأولى
لمجيئه للحياة، بل قبل أن يوجد، فأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرجل
باختيار الزوجة الصالحة، التي ستكون أما ومدرسة للطفل، كما رغب
المرأة في إيثار الزوج الصالح، الذي سيكون أبا وقدوة له، لينشأ الطفل
ويتربى في بيئة صالحة، ويصبح عضوا نافعا في بناء المجتمع والأمة ..
 
 ومن هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في معاملته للطفل :
 أن يُستقبل في أوائل حياته بالفرح والبشر،
فعن سلمان بن عامر الضبي قال:
سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول:
 
 ( مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى )
( البخاري ).
 
 كما حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم
ـ على تسمية الطفل واختيار الاسم الحسن له،
 حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
 
( أحب الأسماء إلى الله تعالى، عبد الله وعبد الــرحــمـن )
 ( مسلم)،
 
وفي ذلك اهتمام بالطفل منذ ولادته، ومكرمة له تساعده على الابتهاج
حين يُدْعى باسم حسن ..وهكذا تبدأ وتتدرج من رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ العناية بالطفل والاهتمام به، من خلال توجيهات
نبوية كريمة، في كل مرحلة من مراحل نموه، بدءاً بغرس المعاني
الإيمانية، وتعويده على العبادة، ومرورا بالنواحي الخُلقية والنفسية ..
فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغرس في قلب الطفل المعاني الإيمانية،
ويظهر ذلك في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
 لعبد الله بن عباس :
 
 ( يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت
فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت
على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك،
 ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء
 قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف )
( أحمد ).
 
 ومن صور اهتمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
 بالطفل أمره للوالدين بتعويد طفلهما على طاعة الله ،
 حتى ينشأ حسن الصلة بالله عز وجل،
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال:
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
 
( مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر،
 وفرقوا بينهم في المضاجع )
 ( أحمد ).
 
 ومن الأمور الهامة التي أكد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليها،
الاستقرار النفسي للطفل ،
ومن ثم أكد على العدل والتسوية بين الأولاد، فحذر الآباء من إثارة الغيرة
بين الأبناء، بتفضيل بعضهم على بعض، بأي صورة من صور التفضيل
المادي أو المعنوي، لما في ذلك من أثر سيء على الطفل .. فحينما أراد
النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ أن يُشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ
على هِبة لأحد أولاده،
قال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
 
( يا بشير ألك ولد سوى هذا ؟، فقال له: نعم، فقال له: أكلهم وهبت
 له مثل هذا ؟، قال: لا، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم ـ:
فلا تُشهدني إذاً ، فإني لا أشهد على جور(ظلم) )
( مسلم)..
 
حتى القُبلة حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على العدل فيها مع الأبناء..
فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً كان جالساً مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فجاء بني له فقبله وأجلسه في حجره، ثم جاءت بنية فأخذها فأجلسها
 إلى جنبه،
 فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
 
 (فما عدلت بينهما )
( البيهقي ) ..
 
وأعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للآباء والمربين القدوة الصالحة
في التعامل مع الأطفال، بأسلوب الرحمة والرفق والحب والمؤانسة
عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال :
 
( خرج علينا رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في إحدى صلاتي
العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين ، فتقدم
النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ فوضعه ثم كبر للصلاة، فصلى
فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال: إني رفعت رأسي
 فإذا الصبي على ظهر رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وهو
ساجد فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ
الصلاة، قال الناس يا رسول الله: إنك سجدت بين ظهري الصلاة
سجدة أطلتها، حتى ظننا انه قد حدث أمر أوانه يوحى إليك، قال:
كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني (ركب على ظهري) فكرهت
 أن أعجله حتى يقضي حاجته )
( الحاكم ).
 
وعن أنس ـ رضي الله عنه
ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
 
 ( إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي،
فأتجوز في صلاتي (أي أسرع) مما أعلم من وجد أمه من بكائه )
( البخاري ).
 
وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلاعب ويداعب أبناء الصحابة،
ويدخل السرور عليهم..
 فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال:
 
 ( كان لي أخ يقال له أبو عمير ، كان إذا جاءنا رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: يا أبا عمير ، ما فعل النغير )
( البخاري )،
 
النغير: طائر صغير كالعصفور.
 
إن ملاعبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأطفال وملاطفته لهم، والترويح
عن أنفسهم ـ وهو من هو ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علو منزلته وعظم
مسؤولياته،  تبين لنا مدى اهتمامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل ..
ومع اهتمامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالناحية النفسية للأطفال ومداعبته
 لهم، فإنه كان لا يترك فرصة أو موقفا، يحتاج الطفل فيه إلى تعليم
أو تأديب، إلا أرشده ووجهه برفق وحب..
 فعن عمر بن أبي سلمة قال:
 
( كنت غلاماً في حجر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت يدي
تطيش في الصحفة، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يا غلام،
سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك، فما زالت طعمتي بعد )
( البخاري )..
 
طعمتي بعد: طريقة أكلي بعد ذلك .
 
 ومن مظاهر اهتمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ  بالطفل،
تأكيده على إعطائه حقه، ليشعره بقيمته في الحياة، ويعوده على الشجاعة
في أدب، ويؤهله مستقبلا أن يعرف حقه ويطلبه ولا يتعداه، ومن
 ثم يحافظ على حقوق الآخرين ..
عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ :
 
( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أُتِيَ بشراب فشرب منه،
 وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن
أعطي هؤلاء؟، فقال الغلام: لا، والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا،
قال: فتلَّه (وضعه في يده) رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )
( البخاري )..
 
وقد يغضب الأب أو الأم على طفله وولده فيدعو عليه، وفي ذلك خطور
ة عليه، فقد تُستجاب الدعوة، ومن ثم أغلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
 هذا الباب على الوالدين، شفقة ورحمة بالطفل ووالديه،
 فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
 
( لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم،
 لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم )
 ( مسلم )..
 
إن الناظر في سيرته وأحاديثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد أنه أعطى
الطفل نصيبا من وقته، وجانبا كبيرا من اهتمامه، فكان ـ صلى الله عليه وسلم
ـ مع الأطفال أباً حنونا، ومربياً حكيما، يداعب ويلاعب، وينصح ويربي ..
فكان جل همه واهتمامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يصنع رجالا، وأن
يبني أمة، وبمثل هذه التربية، والتوجيهات القولية والفعلية من النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ أنشأ جيلاً مثالياً في إيمانه وعباداته، وأخلاقه
ومعاملاته، وظهرت فيه أسماء كثيرة من الأطفال الأبطال، كان لهم
تأثيرهم الواضح في المجتمع الإسلامي الأول، مثل: عبد الله بن الزبير،
 وعبد الله بن عمر، ومعاذ بن جبل، ومعاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح
 وسمرة بن جندب، ورافع بن خديج والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ 
.. الذين كانت لهم مشاركة فعَّالة في الدفاع عن الإسلام ، وكانوا نماذج
تُحْتذى لكل أطفال المسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق