الخميس، 4 ديسمبر 2014

ماذا تَقول إذا فَزِعْتَ مِن شئ


كَيْفَ صَنَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ
ليلةَ كادتْه الشياطين؟
ولنا فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةٌ حَسَنة: فماذا تَقول
إذا فَزِعْتَ مِن شيء؟وإذا أرِقتَ مِن الليلِ؛ فماذا تدعو به؟ أو إذا خِفْتَ
رَجُلاً أو قومًا؟وعمومًا: إذا أردتَ دَفْعَ كَيْدِ الشياطينِ وتَمَرُّدِهم؟
قال أبي -رَحِمَهُ اللهُ- أى الشيخ الألبانى يرحمه الله
في "صحيحه" (6/ ق1/ 534):
"وِرْدُ الفزع بالليل"
ثم أورد حديث الحافظ الطبراني رَحِمَهُ اللهُ
-في "الأوسط" (2/ 31/ 5547)-:
عَنْ خَالِدِ بن الْوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
( كُنْتُ أَفْزَعُ بِالليلِ، فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فقلتُ: إنِّي أَفْزَعُ بِالليلِ فَآخُذُ سَيْفِي، فَلا أَلْقَىٰ شَيئًا
إلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي! )
فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( ألا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِي الرُّوحُ الأَمِينُ ؟ ) فَقُلْتُ: بَلَىٰ.
فَقَالَ: ( قُلْ:أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ
مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِوَمِنْ كُلِّ طَارِقٍ، إِلاَّ طَارِقٍ يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَـٰنُ! )
وقد بيّن حديثٌ آخَرُ تعليمَ الروحِ الأمينِ -جبريلَ عَلَيْهِ السَّلامُ
نبيَّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْه ِوَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ هٰذا الدعاء؛
فأورد الوالدُ -رَحِمَهُ اللهُ- في "صحيحه" (2995)
حديثَ عبد الرحمٰن بن خنبش رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،
والذي رواه الإمام أحمد (3/ 419) وغيرُه رَحِمَهُمُ اللهُ:
( جَاءَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنَ الأَوْدِيَةِ، وَتَحَدَّرَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْجِبَالِ،وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ
مِنْ نَارٍ، يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَ: فَرُعِبَ – قَالَ جَعْفَرٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: جَعَلَ يَتَأَخَّرُ-.قَالَ:
وَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فَقَالَ جبريل عليه السلام :
يَا مُحَمَّدُ ! قُلْ . قَالَ عليه الصلاة و السلام : مَا أَقُولُ؟
قَالَ جبريل عليه السلام :[ قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ
الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ ،
وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَمِنْ شَرِّ
مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ،وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ، إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَـٰنُ]
فَطَفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ، وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ )
طَرَفٌ مِنَ الشرح:
«أَعُوذُ»
أَلْجَأُ وأَعْتَصِمُ.
«بِكَلِمَاتِ اللهِ»
المرادُ بها هنا: الكلمات الكَونية،
وهي الكلمات التي يُكَوِّنُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بها الكائنات؛
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ:
"فَالْكَلِمَاتُ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ لَيْسَتْ هِيَ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ
الشَّرْعِيَّيْنِ؛فَإِنَّ الْفُجَّارَ عَصَوْا أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ، بَلْ هِيَ الَّتِي بِهَا
يَكُونُ الْكَائِنَاتُ "
اﻫ مِن "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" (8/ 60).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق