الأحد، 22 مارس 2015

الحكمة من إخفاء الله تعالى الغيب عن عباده

الحكمة من إخفاء الله تعالى الغيب عن عباده
جاء في الاية الشريفة :
{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ }
- آل عمران 179
ما الحكمة من إخفاء الغيب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن علم الغيب مما استأثر الله به، ولم يجعل للخلق سبيلًا للاطلاع
عليه، فقد بين تعالى في هذه الآية وغيرها أنه هو المختص بعلم الغيب
في السموات والأرض. وذكر هذا المعنى في آيات كثيرة، كقوله:
{ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلَّا اللهُ
وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }
{النمل:65}
وقوله تعالى:
{ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ }
{الرعد:9}
وقوله تعالى:
{ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ }
{هود: 123}
وقوله تعالى:
{ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ وَالبَحْرِ
وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ
وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
{الأنعام:59}
وقوله تعالى:
{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ
عَالِمِ الغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأَرْضِ
وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
{سبأ:3}
وقال تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم:
{ قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ }
{الأنعام: 50}
وقوله تعالى:
{ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ
وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ }
{الأعراف: 188}.
وقد بين في مواضع أخر أنه يطلع بعض من شاء من خلقه على ما شاء
من غيبه، كمن اصطفاهم لإبلاغ رسالاته من الملائكة والناس قال تعالى:
{ عَالِمُ الغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا *
إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ
وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا }
{الجنّ:26-27}.
وقال في هذه الآية:
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ }
{آل عمران: 179}
وأما الحكمة من إخفاء الله تعالى الغيب عن عامة الناس فهي ذات أوجه
عدة منها:؛ تحقيق اختصاص الله بالغيب وبقاء المكلفين في دائرة
الامتحان والابتلاء إذ لو علموا الحقائق المستقبلية لتكاسلوا عن السعي
والتسبب، ومنها أيضًا: راحة قلوب العباد من هم ومكابدة مصير الأمور
فلو علم الإنسان أنه سيموت بعد مائة سنة في الوقت الفلاني المحدد لما
طاب له عيش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق