الأربعاء، 15 مارس 2017

صِبْغَةَ اللّهِ


قال تعالى:
 
{صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ}
 [البقرة:138]
 
«صبغة الله»..
 
قال ابن عباس:
دين الله، وإنما سماه صبغة لأنه يظهر أثر الدين على المتدين كما يظهر
أثر الصبغ على الثوب، وقيل لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه، كالصبغ يلزم
الثوب،
 
 وقال مجاهد:
فطرة الله،
وهو قريب من الأول، وقيل: سنة الله، وقيل: أراد به الختان
لأنه يصبغ صاحبه بالدم،

 
وقال السعدي –رحمه الله- في تفسيره:
أي: الزموا صبغة الله، وهو دينه، وقوموا به قياما تاما، بجميع أعماله
الظاهرة والباطنة، وجميع عقائده في جميع الأوقات، حتى يكون لكم
صبغة، وصفة من صفاتكم، فإذا كان صفة من صفاتكم، أوجب ذلك لكم
الانقياد لأوامره، طوعا واختيارا ومحبة، وصار الدين طبيعة لكم بمنزلة
الصبغ التام للثوب الذي صار له صفة، فحصلت لكم السعادة الدنيوية
والأخروية، لحث الدين على مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال،
 ومعالي الأمور، فلهذا قال - على سبيل التعجب المتقرر للعقول الزكية-:
 
{وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً}
 
أي: لا أحسن صبغة من صبغته.
 
يقول الشيخ فيصل الجاسم:
 "والدين القويم يُكسب القلب والقول والعمل صِبغة خاصة تظهر على كل
من التزمه وسلكه، فترى السالك لهذا الصراط اعتقاداته وأقواله وأفعاله
على وفق مراد الله تعالى ومحابه، كما جاء في الحديث الصحيح
«فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي».
 
وهذه الصِّبغة فيها معنى التميّز، فيتميز المصطبغ بها عمن خالف الصراط
المستقيم بحسب مخالفته، بحيث لا تلتبس معرفة المصطبغ بها، ولا يُخلط
ويُلحق بغيره من أهل الانحراف لتميّزه. وهذا التميز منه ما تضفيه
الصِّبغة على صاحبها ولا بد، ومنه ما هو من لوازمها كمخالفة
المشركين وأهل الضلال والبدع ومجانبتهم وترك مخالطتهم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق