الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

أخي الصغير و أسئلته المحرجة!!


د. ياسر بكار
السؤال
لي أخٌ صغيرٌ في الصف السادس الابتدائي، دائماً ما يفاجئني بأسئلته
الكثيرة المحرجة، فلا أعلم: هل أجيبه عنها أو لا؟
وأكثر ما يسألني عنه: أمور الجنس، والنساء، والكلام البذيء، فإذا
ما سألته: من أين لك هذا الـكلام في مثل هذه الأشياء؟ أجابني بأن
أقرانه من طلاب فصله الدراسي يتحدثون فيها!!.

فمن ذلك: أنه سألني يوماً عن الدم الذي يخرج من النساء؛ ما هو؟!
وسألني يوماً عن معنى كلمـة (مخنَّث)، وعن كلمة (جماع)، ثم سألني
مرةً عن المني، ما هو؟! ومرةً عن الأبناء؛ كيف يأتون إلى هذه الحياة؟!
وأخيراً سألني عن الأفلام الجنسية!!!.

أسئلةٌ كثيرةٌ يطرحها عليَّ فأستشعر بها أنه يعاني المراهقة، فأجد
نفسي في حيرة وتردد: أأفسر له معنى كل شيء؟
أخاف أن أجيبه عمَّا سأل؛ فيزداد شغفاً وحبّاً في معرفة الكثير عنه،
ويتحول الأمر من تثقيف وتوعية إلى تأجيجٍ وإثارةٍ لشهوته؛ فأجدني
أقول لنفسي: "لن أخبره، وسيعرف هو بنفسه". ولكن؛ سرعان ما
تتنازعني الهواجس: ماذا لو سأل عن هذا رفيقَ سوءٍ من أقرانه وأترابه،
فأخبره بما يضريؤذيه؟. كيف لي أن أتصرف معه؟ أفتونا شكر الله لكم.
الجواب
أخي الكريم ... أهلاً بك في موقع (الألوكة)، ومرحباً بك في كل حين.
في البداية: لا أخفي عليك أنني شعرت بالدهشة لقوة العلاقة بينك
وبين أخيك الصغير .. هذا أمرٌ رائعٌ للغاية .. تذكَّر أنه من المهم أن تحافظ
على هذه العلاقة بهذا الانفتاح خلال السنوات القادمة؛ لعل الله يحفظ بها
أخاك مما قد يشهده في سنوات مراهقته من خلال التواصل
الدائم بينكما، دون شعورٍ بالتهديد أو السيطرة.
يجب أن نعترف أن ما يدور بين الأطفال الكبار - أو الشباب الصغار كما
أحب أن أناديهم - هذه الأيام هو مختلف تماماً عمَّا كان يدور بيننا عندما
كنَّا في أعمارهم .. لقد غيَّرت العولمة كل شيء من حولنا ..
والله المستعان!!
والمهم الآن هو:
كيف يمكن أن نستجيب نحن لهذا الواقع الجديد المؤلم والمزعج؟.
أرى أن معظم الأسئلة التي وردت في سؤالك يمكن أن تُشرح بأسلوب
مؤدب ومقبول؛ بل أن توضع في إطارٍ إرشاديٍّ جيِّدٍ ومفيد؛ ذلك أن الهروب
والعمل على الكبت والقمع والإسكات - كما أشرتم - ليس حلاًّ؛ بل الحل
هو أن نبادر إلى عملٍ إيجابيٍّ في سبيل حماية شاب بدأ للتو يخرج إلى الحياة!!.

ما يجب أن نناقشه جدياً هو: طبيعة الأصدقاء والزملاء الذين يحيطون
بأخيك الحبيب .. صحيح أن المدارس قد امتلأت بما لا يرضينا من فساد الأخلاق،
لكن ما زال هناك فئةٌ من الطلاب المحافظين، وأصحاب الخُلُق الحَسَن؛
لذا: احرص على أن تحيط أخاك بهم في المدرسة، والحيِّ، والمسجد.

ختاماً؛ أودُّ أن أكرر التنبيه على أهمية سعيك نحو المحافظة على بقاء
العلاقة مع أخيك بهذه الصورة المميزة، وتذكَّر أنه من الأفضل أن
يخبرك بكل ما يحدث معه، وهذا أكثر أهمية من أن يخبرك فقط بما يسرك ويرضيك.
شكرا لزيارتك لموقع (الألوكة)، وأرجو أن تمرَّ على الموقع باستمرار؛
فتجد – إن شاء الله - ما يسرُّك ويفيدك.
والسلام عليكم ورحمة الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق