الثلاثاء، 19 مارس 2019

نوبات الهلع ودواء ( الديروكسات )

نوبات الهلع ودواء ( الديروكسات )

د. ياسر بكار

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أسأل الله العظيم أن يُجازيكم على عوْنكم لإخوانكم المسلمين

الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة.

عمري (٢٧) عامًا، ابتُلِيتُ - ولله الحمد على كلِّ حال - منذ سنتين

بما أسماه الطبيبُ النفسيُّ: اختلال الواقع، ونوبات الهلع والقلق،

فوصف لي منذ (١٠) أشهر دواءَيْن اثنين، هما: - Deroxat 20mg

بمقدار نصف حبة يوميًّا، بعد أن كانتْ حبة كاملة، و

Alprazolam 0.5mg بمقدار حبة ونصف يوميًّا، بعد أن كانتْ حبتين.

ولله الحمد زالتْ عني كلُّ الأعراض؛ (ارتفاع الضغط المفاجئ لثوانٍ،

الهلع، الأرَق، ضيق وتنميل في الصدر، طنين الأُذُن، الخوف مِن المرض)،

مع العلم بأني قُمتُ بإجراء جميع الفُحوصات: (رسم القلب، والرئتين،

وتحليل الأمراض التي تكتشف عن طريق الدم، وكهرباء المخ، والمعدة والأمعاء)،

وجاءتْ سليمةً - ولله الفضل والشكر.

منذ ما يقرُب مِن ستة أشهر بعد أنْ منَّ الخالقُ البارئ عليَّ بالاستقامة

على المنهج - فوجدتُ في قراءة القرآن وقيام الليل والصوم وطلب العلم

انشراحَ القلب ودفْأَهُ - بدأتُ أحس بما سماه: غُربة الواقع، لكني لا أكاد

أعيره اهتمامًا، وأحْتَسِب أجرَ الصبر! فبِسُطوع نور الإيمان في القلب

تغيرتْ طريقةُ التفكير، وتضاءَل معها هذا الأمر.

سؤالي: كيف أُقلع عن الأدوية النفسية المسبِّبة للإدمان؟ علما بأنني

حاولتُ فلم أستطعْ؛ حيثُ انقطعتُ عنها لمدة (٣) ليالٍ، فاشتدَّ بي الحال.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب

إنَّ استخدام دواء ( ألبروزلام ) يجب أن يكونَ بحَذَرٍ؛ بسبب وجود

احتماليَّة إدمانه، وهذا يأتي على شكل أعراضٍ انسحابيَّةٍ تأتي

عند إيقاف الدواء؛ حيثُ يُعاني المريضُ مِنْ أعراضٍ على شكلِ

زيادة في نبَضات القلبِ، والشعور بالقلق، وعدم الارتياح، والرَّعشة،

وغيرها مِن الأعراض الانسحابيَّة التي يُسبِّبها الاستخدامُ الطويلُ لهذا الدواء،

وما أنصح به هو الآتي:

الأمر الأول:

لا يجب أن توقف (الديروكسات) في نفس الوقت الذي ستوقف فيه دواء

(ألبروزلام)، ويجب أن تتناولَ (الديروكسات) في أوقاته المحددة في

هذه الأيام على الأقل، إلى أن تتخلَّصَ مِن العلاج الآخر.


الأمر الثاني:

العمل على الإيقاف المتدرِّج لدواء ( ألبروزلام ) وعلى فتراتٍ طويلةٍ؛

أي: تتناول نصف الحبة لمدة خمسة أيام، أو ستة أيام، ومِن ثَمَّ تخفيض

هذه الجُرعة بالتدريج... وهكذا، وفي كثيرٍ مِن الأحيان تنجح هذه الطريقةُ.


أما الطريقةُ الثانيةُ:

فيجب زيارة الطبيب النفسي الذي سيقوم بوَصْف دواء مُشابِهٍ لدواء

( ألبروزلام )، لكن ذو مفعولٍ أطول، ومِن ثَمَّ يُقَلِّل مِن الأعراض

الانسحابيَّة للدواء؛ حيثُ يبقى في الدم فترةً أطول، ويُصبح التخفيف

مِن الجرعة سهلًا على المريض، وهذا يجب أن يتمَّ

تحت إشرافٍ طبيٍّ متخصصٍ وبعد مُوافقته.

يُمكنك أيضًا أن تستعينَ ببعض الأدوية التي تُعالِج الأعراضَ الانسحابيَّة؛

مثل أدويةِ علاج الأرَق، والأمر الأهم هو وُجود العزيمة للتغلُّب

على الأعراض الانسحابيَّة، والصبر عليها، حتى يتمَّ التخلُّص منها.

أتمنى لك التوفيق

منقول للفائدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق