الاثنين، 18 مارس 2019

الاكتئاب المعاند

لم أجد علاجًا ناجعًا لـ ( اضطراب المزاج )
أو ( الاكتئاب المعاند )

د. ياسر بكار
السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي تتلخص فيما يلي: منذ سنوات وأنا أشعر بإرهاقٍ جسديٍّ مستمر
دون مبررٍ، ونومٍ لفترات طويلة، وضعفٍ في التركيز، وكان ذلك يحدث بشكلٍ مفاجئ.

زرتُ الطبيبَ، فسألني عن أي نوبات اكتئاب سابقة، فأجبتُه بنعم؛
فقد مررتُ بفتراتٍ مِن الاكتئاب في مرحلة الطفولة، ثم عُوفيتُ تمامًا
لسنوات عديدة، فكان تشخيصُ الطبيب أن هذا اكتئاب، لكن في صورةٍ أخرى،
وأن اضطراب "السيريتونين" هو السبب، ومنذ ذلك الحين وأنا أتقلَّب
بين الأطباء وبين مُضادات الاكتئاب، التي غالبًا لا تأتي
معي بنتيجة ملموسة، والقليل منها ما يكون نافعًا.

ولكن بعد فترةٍ يختفي أثرُ الدواء تمامًا، مهما كانتْ قوته كمًّا وكيفًا,
وأنا لا أعمل تقريبًا، وأخرج لفترات قليلة، وما زلتُ أعاني من ضيق شديد
في الصدر غالب اليوم، ونادرًا ما أشعر بتحسُّن، إضافة إلى الشعور بالإرهاق
والتعَب، وعدم الرغبة في فعلِ أي شيء، وفوق هذا كله يقتلني الشعور
بالتقصير وعدم المقاومة؛ لأن أحد الأطباء
نصحني بالخروج وعدم الجلوس، وذكر أن هذا هو علاجي،
لكن الحقيقة أن هذا أمرٌ صعب جدًّا؛ لأنني حين أخرج نادرًا
ما أشعر بتحسُّن، وقد لا يحدث تحسُّن أصلًا، فماذا أفعل؟

علمًا بأنني تناولتُ غالبية مُضادات الاكتئاب المعروفة، بداية من "بروزاك"،
و"فافرين"، و"سيبراليكس"، و"سيروكسات"، وانتهاء "بفالدوكسان"،
و"افيكسور"، و"ويلبوترين"، وغيرها، إضافة إلى أخْذ (4) جلسات كهرباء
على المخ، وهي الأخرى لم تأتِ بنتيجة، بل أثَّرتْ بعض الشيء على الذاكرة.

فبمَ تنصحون؟ وجزاكم الله خيرًا
الجواب

قرأتُ رسالتك، وأسأل الله - عز وجل - أن يكتبَ لك الشفاء العاجل،
وأن يُثِيبك على كل معاناة مررتَ بها.
الاكتئاب المعانِد مِن أنواع الاكتئاب المزعجة، التي تحتاج إلى خبيرٍ
للتعامُل معها؛ فلقد قام العلماءُ بوضع نمطٍ وخُطَّة علاجية للتعامل
مع هذا النوع مِن الاكتئاب، عبر تناولِ أنواع عدَّة مِن مضادات الاكتئاب
والذهان وغيرها، بالإضافة إلى استخدام جلسات
علاج كهربائي وأنواع أخرى مِنَ الموجات.

في البداية أودُّ أن أتأكَّد أنك تعرَّضت لمِثْلِ هذه الخطط العِلاجية،
التى أثبتتْ فعاليتها، والحقيقة أنَّ فئةً قليلة مِن مرضى الاكتئاب
لا يستجيبون لهذه الأدوية، وهناك تطورٌ طبيٌّ في هذا المجال في الدول المتقدمة،
وهو إجراء الجراحة عن طريق عملية تعزيز للعصب العاشر،
أو ما يُسمَّى: " العصب المبهم "، أو عن طريق عملية جراحية
معقَّدة أكثر، وهذا يتطلب البحث عن مركزٍ معتمَد في هذا المجال،
والنتائج جيدة إلى حدٍّ كبيرٍ.

بالنسبة لاستخدام الجلسات الكهربائية، فإن أربع جلسات كمية
غير كافية، وأنا أؤيِّد استخدام الجلسات الكهربائية؛ فهي علاجٌ آمِن،
ولا يُسَبِّب أي اضطراب في الذاكرة إلا لفترة محدودة
لا تزيد عن ستة أشهر في حالات نادرة.

أمَّا إذا شعرتَ بأي صعوبات في الذاكرة، فقد يكون بسبب المرض
الأصلي لديك، ويجب الخضوع لجلسات أخرى من الجلسات الكهربائية،
أو الخضوع لعلاجات أخرى؛ مثل: علاج التحفيز عبر الدماغ (TMS)،
وهي موجودة في مصر، هذه كلها وسائل علاجية تُستخدم
بالتزامن مع العلاج الدوائي، حتى تعطيَ نتائج أفضل.
منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق