الأحد، 16 يونيو 2019

الضمير الحي

الضمير الحي

ما الضمير؟!

وكيف يمكن إعلاء قيمة وأهمية الضمير الحي في حياتنا؟!

وهل يمكن أن نعيد تربية الضمير في أطفالنا وشبابنا؟

الضمير هو قدرة الشخص على التمييز بين الصح والخطأ،

أو بين الحق والباطل. الضمير هو الذي يجعل الإنسان يشعر بالندم والقلق

والأرق، عندما تتعارض الأشياء التي يقوم بها مع قيمه الأخلاقية والدينية.

وبالطبع تختلف قليلاً هذه القيم من مجتمع إلى آخر، نتيجة لاختلاف البيئة

أو الأخلاق عند ذلك المجتمع.

ويشير القرآن الكريم إلى الضمير بتعبير غاية في الإعجاز والدقة..

انظر إلى قوله تعالى:



{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ

وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }

والوسوسة هي صوت الضمير الحي الذي يناجي القلب والعقل،

وكأن هذا الضمير أقرب إلى الإنسان من ذلك العرق الذي يوجد داخل

عنق الإنسان.



أما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيقول:



(البِرُّ ما اطمأنَّتْ إليه النفسُ واطمأنَّ إليه القلبُ ،

والإثمُ ما حاك في النفسِ وتردَّدَ في النفسِ وإنْ أفتاكَ الناسُ وأفتوك )



والضمير شيء يتردد في الصدور والعقول،

فإذا خبأ هذا الضمير ظهرت الأنا وغرق القلب في التكبر والغرور

وعلت الشهوات دون النظر في العقاب. وإذا علا صوت الأنا

على الضمير تلاشى العطف والحب للصغير، وذهب الاحساس الصادق

بالتعاطف مع الكبير والعاجز والمريض. والضمير الحي

هو ذلك الاحساس الذي يحرك في الإنسان التواضع والاخلاص

والعدالة والعطف على الفقراء والمساكين.

والضمير الحي هو ضمير ينبض ويتردد داخل الإنسان،

وهو يختلف عن الضمير العادي الذي يمكن أن يصاب بالمرض والبعد

عن مساعدة الآخرين. والضمير الحي هو الذي يجعلك لا تنام وأنت ظالم

أو مقصر في حقوق الآخرين!.

وبالطبع فإن كثيرا من الأمور التي نقرأها أو نشاهدها أو نسمعها

من التقصير الذي يحدث في المجتمع أو الفساد الإداري أو المالي،

جميعها تعود إلى ضعف الضمير أو غياب الضمير الحي.

إن المجتمع بتقدمه وقوانينه هو مرآة للفرد المتحضر

الذي يحكمه النظام والسلوك الصحيح، ومن أجل استعادة الضمير الحي

عند كل إنسان، لا بد من تربية الضمير عند الأطفال والشباب،

وتطبيق القوانين واللوائح لاستئصال الفساد في المجتمع.

والضمير عندما يموت، فإن العالم تحكمه الغرائز وشريعة الغاب،

يأكل فيه القوي الضعيف، ويستغل الإنسان أخاه الإنسان،

ويصبح الحرام حلالاً...

فهل يرضى الإنسان أن يصبح حيواناً في غابة الشر والحقد

وموت الضمير؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق