الأربعاء، 26 فبراير 2020

غسل حصيات الرمي وتطييبها

غسل حصيات الرمي وتطييبها


السؤال:
أنا حجيت بوالدتي، والتقطت لها جمار من مزدلفة لجميع الرمي، فطلبت مني
غسل الجمار وتطييبها، وقلت لها: قد فعلت ذلك، وأنا كاذب؛ لأنه لا وقت
عندي، فما حكم طلبها لغسل الجمار وتطييبها، وما حكم كذبي
على أمي هل يقبل حجي أم لا؟

الجواب:
أما غسل الجمار وتطييبها هذا لا أصل له، لا تغسل ولا تطيب الجمار، تؤخذ
ويرمى بها بس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما غسلها ولا طيبها عليه
الصلاة والسلام، وهو المقتدى به، وهو الأسوة عليه الصلاة والسلام،
وهو المشرع، فلا يستحب غسل الجمار ولا تطييبها، بل يرمى بها، تؤخذ من
التراب ويرمى بها، هذا هو المشروع، وأما كونه قال لأمه -قلت لأمك أيها
السائل- إنك فعلت وإنك غسلتها وطيبتها كاذباً فعليك التوبة إلى الله
والاستغفار ولا تعد إلى مثل هذا، وحجك صحيح بحمد الله، لا يضر حجك
هذا إنما هو نقص، نقص في الحج نقص في الدين الكذب، فعليك الاستغفار
والتوبة، وكان الواجب عليك أن تقول لها: يا أمي! ما يستحب هذا، يا والدة!
لا يستحب غسلها ولا تطييبها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما فعله ولا
أصحابه، وعلينا أن نتأسى بهم، تعلمها بالسنة لأنها جاهلة تعلمها، لكن لعلك
كنت جاهلاً أيضاً ما كنت تعرف بالسنة، فالحاصل أنه لا حرج عليك من جهة
حجك، حجك صحيح وعليك التوبة والاستغفار عن كذبك، وعليك أن تعلم
أن غسل الجمار وتطييبها لا يستحب ولا يشرع بل هو بدعة، فعليك أن تعلم
الناس، تعلم إخوانك وجماعتك اللي معك في أي حج حججت وفي أي مجلس
تقول لهم: هذا الشيء لا يشرع، وهكذا أرجو من سمع هذا المقال وهذا
البرنامج أرجو منه إذا سمع الفائدة أن يبلغها غيره، وصيتي لإخواني
المستمعين أن يبلغوا ما يسمعوا من الفائدة؛ لأن العلم هكذا يكون بالتبليغ،
النبي عليه السلام إذا خطب الناس يقول لهم:

( فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ
أوعى من سامع )
وكان يقول:

( بلغوا عني ولو آية عليه )، عليه الصلاة والسلام،

فعلينا -أيها الإخوة- أن نبلغ العلم، وأن نتواصى بالحق، وأن نتعاون على
البر والتقوى حتى ينتشر العلم، إذا أنت نقلت الفائدة، والآخر نقل الفائدة،
والأخرى -المرأة- نقلت الفائدة لأخواتها ولأقاربها، والأخرى نقلت اتسع
العلم وكثر، فأنا وصيتي للمستمعين دائماً أن ينقلوا العلم إذا سمعوه من
هذا البرنامج -أو غيره- نور على الدرب، إذا سمعوا الفائدة من أهل العلم
ينشرونها في مجالسهم، وفي أحاديثهم بينهم، حتى يعم العلم، سواء كان ذلك
يتعلق بالعقيدة والإخلاص لله سبحانه وتعالى والحذر من الشرك، أو كان
يتعلق بالصلاة أو بالصيام أو بالحج أو بالمعاملات، على كل حال تبليغ العلم
مطلوب لا من الرجال ولا من النساء، عليكم جميعاً أيها المستمعون
رجالاً ونساءً أن تبلغوا ما تسمعوا من الفائدة في كل مكان تستطيعونه،
رزق الله الجميع التوفيق والهداية. نعم.


المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق