الثلاثاء، 25 فبراير 2020

محاربة الجهل والأمية

محاربة الجهل والأمية


السؤال:
أخونا يسأل ويقول: بماذا نحارب الجهل والأمية؟ وهل هما شيئان
مختلفان، أم أن لكل واحد منهما حد معين، وما هو؟ جزاكم الله خيرا.

الجواب:
الجهل والأمية يحاربان بالعلم بالتعلم والتفقه في الدين والتدبر للقرآن
الكريم، وحضور مجالس العلم، وسؤال أهل العلم، بهذا يحارب الجهل
وتحارب الأمية، كون المؤمن والمؤمنة يتدبران القرآن ويكثران من قراءة
القرآن بالتدبر والتعقل والاستفادة، وكذلك بمراجعة أحاديث الرسول
صلى الله عليه وسلم والعناية بما ذكره أهل العلم في تفسير القرآن، وفي
بيان الأحاديث وما دلت عليه، وهكذا بحضور مجالس العلم وحلقات العلم،
وهكذا بصحبة الأخيار من أهل العلم، وهكذا بسؤال أهل العلم
كما قال الله سبحانه:

{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }
[النحل:43]،

وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لما أفتى قوم بجهل، قال:

( ألا سألوا إذ لم يعلموا، إنما شفاء العي السؤال )،
بهذا تحارب الجهالة وتحارب الأمية.

والجهل أعم من الأمية، كل أمي قد يكون جاهلاً، ولكن ليس كل جاهل أمياً
فالجهل أعم، فقد يكون متعلماً وليس بأمي ولكن يجهل مسائل كثيرة، تخفى
عليه مسائل كثيرة، فدواء ذلك التعلم والتفقه في الدين حتى يزول الجهل، وقد
يكون عالماً بالصلاة جاهلاً بالزكاة، وقد يكون عالماً بالصلاة والزكاة جاهلاً
بأحكام الصيام، وقد يكون عالماً بالعقيدة والصلاة والزكاة والصيام لكنه جاهل
بأحكام الحج، وقد يكون عالماً بالعبادات لكنه جاهل بأحكام المعاملات جاهل
بأحكام الطلاق والنكاح إلى غير هذا.

فالعلم يتبعض والجهل يتبعض، فدواء الجهل مطلقاً دواؤه التعلم والتفقه في
الدين، ودواء الأمية كذلك التعلم والتفقه في الدين، نعم.

المقدم: إذاً وصف أمة الإسلام بأنها أمية يكون
ماذا لو تكرمتم شيخ عبد العزيز؟

الشيخ: هذا هو الأصل فيهم، الأصل في هذه الأمة أنها أمية.

المقدم: الأصل الأصل.

الشيخ: أي عدم العلم، هذا هو الأصل ونبينا صلى الله عليه وسلم أمي؛ لأنه
ما كان عنده علم قبل أن يوحى إليه عليه الصلاة والسلام، ما كان يقرأ
ولا يكتب، كما قال الله عز وجل:

{ وَمَا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }
[العنكبوت:48]،

فما كان قارئاً، وما كان شاعراً، وما كان يخط، حتى علمه الله وأنزل عليه
هذا الكتاب العظيم، فالأمي الذي نسب لأمه، يعني: بقي على الجهل ليس عنده
علوم وليس عنده كتابة، فإذا تعلم العلم لم يكن أمياً، وإذا كان يكتب العلم
وينقل المسائل العلمية ويحسن الكتابة لم يكن أميا، وإنما الأمي الذي
لا يحسن القراءة ولا يحسن الكتابة حتى يستفيد من علمه الذي علمه أو مما
يكتبه عن العلماء، فكان النبي ﷺ مثلما قال الله:

{ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى }
[الضحى:7]،

جاهلاً بالعلوم التي جاء بها الوحي، لم يكن عنده علم بما شرع الله له في
كتابه العظيم، ولم يكن عنده علم بعلوم الأولين المرسلين، ولم يكن يكتب
ويخط حتى جاءه هذا الخير العظيم والوحي العظيم عليه الصلاة والسلام،
فكل إنسان لم يتعلم ولم يكتب يقال له: أمي، والأمة العربية هكذا كان الغالب
عليها أنها أمية لا تكتب ولا تقرأ، هذا الغالب على أمة محمد ﷺ، نعم.


المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق