الجمعة، 29 يناير 2021

احذروا التحاسد

 احذروا التحاسد

نظرت في أدواء القلوب ، فوجدت أن الحسد من أعظمها ،

بل هو سبب في كثير من أمراض القلب ، التي تبعد القلب عن الخير ، لأنه

يشكل حجابًا كثيفًا يحجب صاحبه عن رؤية الحق ، ويصرفه إلى تمني زوال

النعمة عن أصحاب النعم ، وحسبك بذلك شرًا ودناءة ؛ ولذلك يقول النبي

صلى الله عليه وسلم :



( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا ).



إنه داء الأمم ... هكذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالحسد داء قلبي

خطير ، ما انتشر في مجتمع إلا كان سببًا في هلاك أهله ، بل هو سبب

في إهلاك الحاسد إلا أن يتوب ، وقد لا يضر المحسود شيئًا .



واعلم - رحمني الله وإياك - أن الحسد خلق ذميم ، مع إضراره بالبدن

وإفساده للدين ، حتى لقد أمر الله بالاستعاذة من شره

فقال تعالى :



{ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }

[ سورة الفلق : 5 ] ؛

وناهيك بحال ذلك شرًّا .



وغالبًا ما يتولد الحسد من الحقد ، والحقد ناتج عن الغضب ، وقد أحس

الناس منذ القديم - حتى في جاهليتهم - أن الحقد صنعة الطبقات الدنيا من

البشر ، وأن ذوي المروءات يتنزهون عنه ... قال عنترة :


لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب ... ولا ينال العلا من طبعه الغضب

وقال آخر :

كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا ... يُرمى بصخرٍ فيلقي خير أثمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق