السبت، 14 أغسطس 2021

موسوعة المؤرخين (107)

 

موسوعة المؤرخين (107)

عمر فروخ وجهوده في خدمة التاريخ الإسلامي (10)

لقد عمل عمر فرُّوخ رحمه الله على إنصاف الحجَّاج،
فذكر له أمورًا عظيمة، منها:

1- أنَّه أمر بإعجام (نَقْطِ) القرآن الكريم، وضبطه بالحركات (تشكيله)،
مع أنَّه لَقِيَ معارضة، ونحن اليوم نذكر الحجَّاج بالخير؛ لأنَّه بعمله
هذا قد حفظ القرآن الكريم من التحريف.

2- نقل الدواوين (سجلَّات الدولة) من اللُّغات القبطيَّة (في مصر)
واليونانيَّة (في الشام) والفارسيَّة (في العراق) إلى اللغة العربيَّة، فجعل
بهذا اللغة العربيَّة لغـة دولةٍ بعـد أن كانت لغةً للحياة الدينيَّة في الإسـلام ..
ولمـَّا اضطرَّ جميع الساكنين في البلاد الإسلاميَّة إلى تعلُّم اللغة العربيَّة
(لغة الدولة)، اصطبغ أولئك بصبغةٍ واحدة، وجمعت بينهم ثقافةٌ واحدة.

3- سكَّ عملةً للبلاد الإسلاميَّة .. إنَّ العملة المسكوكة باللغة العربيَّة قد
خلعت على الدولة العربيَّة شخصيَّةً مستقلَّة، وجعلت لها وجاهةً بين
العرب أنفسهم، ولدى الدول الأخرى. ويُلاحـظ أنَّ ما جاء في الفقرة الثانية
والثالثة يُنسـب إلى "عبد الملك بن مروان".

4- فتح السند وما وراء النهر .. إنَّ الفـتوح لـم تتَّسع في المشـرق إلَّا
حينما ولَّى الحجّاجُ قتيبة بن مسلم خراسان، ووجَّهه في فتوحاته حتى
وصل إلى "كاشغر" على حدود الصين، ثم جهَّز الحجَّاج جيشًا من الشباب
بقيادة ابن عمِّه "محمد بن القاسم الثقفي" وأرسله لفتح السند، ففتحها
بلدًا بلدًا، وهذا يدلُّ على سعة الدراية بالناس، ونفوذ بصره
إلى دخائل نفوسهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق