الاثنين، 1 نوفمبر 2021

فوائد في ذكر الله


*فوائد في ذكر الركوب*

عن علي بن ربيعة رضي الله عنه قال: شَهِدتُ عَلِيًّا رضي الله عنه
أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فلما وضع رجله في الرِّكَاب قال:

"بِسْمِ اللَّهِ، بِسْمِ اللَّهِ، بِسْمِ اللَّهِ"، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا، قَالَ:
"الحَمْدُ لِلَّهِ". ثُمَّ قَالَ: "
{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣)
وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (١٤)} الزخرف"،
ثُمَّ قَالَ: "الحَمْدُ لِلَّهِ" ثَلاَثًا، "اللَّهُ أَكْبَرُ" ثَلاَثًا، "سُبْحَانَكَ إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ
نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ"، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ:
مِنْأَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ
ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (إِنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَـبُ مِنْ عَبْـدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِـرْ
لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِـرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ).صحيح الترمذي.

وفي رواية أبي داود: (قال: يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري).

ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبًا من معرفة هذا العبد لربه
سبحانه، وتوجهه إليه بالدعاء ليغفر ذنوبه وخطاياه، وهذا من سعة رحمة
الله الذي يقبل توبة عبده مهما كان ذنبه عظيماً، وإن عَجَب الله تبارك
وتعالى يليقُ بذاتِه وكمالِه وجلالِه، وليس كعجبِ المخلوقين.

والتَّكرار بالحمد إشعارٌ بعظم جلال الله تبارك وتعالى، وأنَّ العبد لا يقدر
على توفية حقِّه وقدره؛ فكان الحمد لحصول النِّعمة، ولدفع النِّقمة،
ولعموم المنحة؛ فالعبد يحتاج أن يحمد الله كثيرًا، قائمًا وقاعدًا،
وعلى جنبِه، وأن يُكثر من تَّنزيهه واستغفاره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق