السبت، 30 أبريل 2022

في العيد.. أطفالنا سفراء السعادة

 في العيد.. أطفالنا سفراء السعادة


انظر إليهم وهم يتهادون في الطرقات، تجلجل ضحكاتهم في المكان، يتألقون

في جديدهم من الثياب، إنهم بحق سفراء السعادة في بيوتنا،

وشوارعنا، والحارات.


ما العيد بدون بسمة الأطفال، وألعابهم، وألوانهم، وبهجتهم التي يشيعونها

بين الكبار، أمهر صناع الفرح والجمال في العيد هم، ومن لا يعرف كيف

يحس بالسعادة فليتعلم من الأطفال !


نتعلم صناعة الجمال وفلسفته من الأطفال، ويا ليتها كانت نفوس الكبار

مثل الصغار، فلبراءتهم التي في قلوبهم، فهم سريعو الغضب والرضا،

يبكون وبعد دقائق يضحكون، على عكس الكبار الذين يتذكرون الإساءات

حتى بعد سنين ومن الصعب أن يسامحوا، حتى أنك تقابل بعض هؤلاء بكل

حب ولا تجد إلا الجحود والصد والنكران،


يقول عنهم الطنطاوي "مسكين جداً أنت حين تظن أن الكُره يجعلك أقوى،

وأن الحقد يجعلك أذكى وأن القسوة والجفاف هي ما تجعلك إنساناً محترماً"


إذاً الأطفال هم من أمهر صناع الفرحة والابتسامة على الإطلاق، وأمام

ضحكاتهم وابتساماتهم لا يسعك إلا أن ترمي الأحزان خلف ظهرك، ينحني

أمامها أكبر وأقوى الرجال، وصدق العقاد حين قال "إن الحزن هو طبيعة

النفس البشرية، والفرح طارئ عليها، لذا كانت الابتسامة صناعة شيء

ضد طباع النفس" .


‎لنتعلم الابتسامة مثل الأطفال حتى نسعد أنفسنا ومن حولنا، ولنتخلص

من ضغوط الحياة اليومية، لنزيل آثار القلق والتوتر بالفرح، وقد علمنا

الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، عندما قال: " تبسمك في وجه أخيك صدقة" وقال:

" لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"، علينا أن

نفرح ونبتسم لأنفسنا أولاً وللآخرين ثانياً، للوالدين والأطفال وكل من نلقاه ،

فقصيرة هي الحياة لا تستحق الحقد والحسد على أحد، وعندما يأتي العيد

فهذا أوان التواصل ، والتسامح، والغفران.


‎وصدق الشاعر حين قال:


‎من اليوم تعارفنا... ونطوي ما جرى منا

‎فلا كان ولا صار... ولا قلتم ولا قلنا

وإن كان ولا بد... من العتب فبالحسنى

‎فقد قيل لنا عنكم... كما قيل لكم عنا

كفى ما كان من هجر... فقد ذقتم وقد ذقنا

‎فما أحسن أن نرجع... إلى الوصل كما كنا


‎والأعياد لدينا جعلت لنشر الفرح والسرور، وهذا هو جوهر جمال العيد. فعيد

الفطر، هو شكر لله عز وجل على الصيام، والعيد هو الزينة وهو الجمال.



‎الإنسان يعيش فرحة العيد حين يشعر بالفرح في داخله، والسرور يكون بادياً

على وجهه، وصدق من قال قسمات وجه المرء انعكاس لدواخله، ومن حق

أبنائك عليك والأقربين أن يسمعوا منك كلاماً طيباً لا يعكر عليهم

عيدهم وفرحهم.


‎ويقول ابن بطال: «جعل الله من فِطر الناس محبة الكلمة الطيبة والأنس بها،

كما جعل فيهم الارتياحَ بالمنظر الأنيق والمعين الصافي وإن كان لا يملكه

ولا يشربه». نعم الانسان يسعد بالمنظر الحسن الجميل، ولأن الله

فطر النفوس على الإحساس بالجمال.

عيد سعيد، أنتم كأطفالكم سفراء للسعادة لمن حولكم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق