الأحد، 10 أبريل 2022

حال أهل السلف مع القرآن في رمضان

 


حال أهل السلف مع القرآن في رمضان



قال ابن عبد الحكم كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث

ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف

قال عبد الرزاق كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة

وأقبل على قراءة القرآن



وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار

في شهر رمضان فإذا طلعت الشمس نامت

وقال سفيان كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر

المصاحف وجمع إليه أصحابه

أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه

جهاد بالنهار على الصيام وجهاد بالليل على القيام

فمن جمع بين هذين الجهادين ووفى بحقوقهما وصبر عليهما وفى أجره بغير

حساب قال كعب ينادي يوم القيامة مناد بأن كل حارث يعطى بحرثه ويزاد

غير أهل القرآن والصيام يعطون أجورهم بغير حساب ويشفعان له أيضا

عند الله عز وجل



كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

الصيام والقيام يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام

والشراب بالنهار ويقول بالقرآن منعته النوم بالنهار فشفعني فيه فيشفعان\"



فالصيام يشفع لمن منعه الطعام والشهوات المحرمة كلها سواء كان تحريمها

يختص بالصيام كشهوة الطعام والشراب والنكاح ومقدماتها أو لا يختص

كشهوة فضول الكلام المحرم والنظر المحرم والسماع المحرم والكسب

المحرم فإذا منعه الصيام من هذه المحرمات كلها فإنه يشفع له عند الله يوم

القيامة ويقول: يا رب منعته شهواته فشفعني فيه فهذا لمن حفظ

صيامه ومنعه من شهواته.



فأما من ضيع صيامه ولم يمنعه مما حرمه الله عليه

فإنه جدير أن يضرب به وجه صاحبه

ويقول له ضيعك الله كما ضيعتني كما ورد مثل ذلك في الصلاة



قال بعض السلف إذا احتضر المؤمن يقال للملك

شم رأسه قال أجد في رأسه القرآن فيقال شم قلبه فيقول أجد في قلبه الصيام

فيقال شم قدميه فيقول أجد في قدميه القيام فيقال حفظ نفسه حفظه الله

عز وجل



وكذلك القرآن إنما يشفع لمن منعه من النوم بالليل فأما من قرأ القرآن وقام

به فقد قام بحقه فيشفع له وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال

ذاك لا يتوسد القرآن

يعني لا ينام عليه فيصير له كالوسادة



وخرج الإمام أحمد من حديث بريدة مرفوعا أن القرآن يلقى صاحبه

يوم القيامة حتى ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول

هل تعرفني أنا صاحبك الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وكل تاجر

من وراء تجارته فيعطي الملك بيمينه والخلد بشماله

ويوضع على رأسه تاج الوقار

ثم يقال له اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود

ما دام يقرأ حدرا كان أو ترتيلا\"



قال ابن مسعود ينبغي لقارىء القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون

ونهاره إذا الناس يفطرون وببكائه إذا الناس يضحكون وبورعه إذا الناس

يخلطون وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون

وبحزنه إذا الناس يفرحون.



قال محمد بن كعب كنا نعرف قارىء القرآن

بصفرة لونه يشير إلى سهره وطول تهجده


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق