الجمعة، 30 سبتمبر 2022

لماذا جُحر الضبّ ؟

 

لماذا جُحر الضبّ ؟



كان هذا التساؤل يراودني ، فما ينطق به النبي صلي الله عليه وسلم
هو وحي من رب العزة فلماذا اختار الله سبحانه جُحر الضب،

ولم يختر جُحر حيوان آخر ؟

روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعا ، حتى لو دخلوا جُحر
ضب تبعتموهم ، قلنا : يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ "

الحديث له ألفاظ أخرى بالمعنى نفسه والتشبيه بجحر الضب
بحثت في الأمر كثيراً ، حتى شاهدت مرئية لإخوة من الجزيرة العربية
يصطادون ضبّاً وهنا كانت المفاجأة !

وجدتهم يصطادون الضب عن طريق ملء جُحره ماءً كثيفاً ، فيضطر للخروج
، فيمسكون به في الحال ..وذلك أن الضب يقوم بعمل فتحة واحدة للجُحر ،
بعكس بعض الحيوانات التي تعمل عدة فتحات للجحر بغرض التهوية
والتمويه للهروب من الأعداء .

إذاً جُحره هلكة ، مميت لمن بداخله ، فلو أغلق أحد هذه الفتحة عليه لم
يستطع الخروج ومات مدفوناً بداخلها ، أو يغمره بالماء فيضطر للخروج .
وقد قرر الخبراء بالحيوان أن جُحر الضب يجمع بين القذارة الشديدة
والضيق ، فلا جمال فيه يجذب من يدخله !

وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يقول لنا : إنكم ستتبعون سنن
الكافرين وأفعالهم وتسيرون على خطاهم خطوة خطوة ، حتى فيما اتضح
قبحه وصوره ، وذلك مانجده واضحاً في كثير من القضايا التي ثبت فشلها
في الغرب ، ومع ذلك نريد أن نسير عليها رغم شكوى الغرب منها
( كقوانين الأسرة ، والزواج المدني ، وأمراض الشذوذ ، والموضة القاتلة ،
وقوانين العلاقات الأسرية ، وتحرر الفتيات من الولاية بعد سن محدد ،
وحرية الزنا ، وشرب الخمر ، وغيرها مما تشمئز منه النفوس السوية .

لقد صدق علينا قول رسولنا صلى الله عليه وسلم ، فاتبعنا الغرب الذي يقوده
اليهود والنصارى شبراً شبرا ، وذراعاً ذراعا ، حتى عبادة الشيطان
لم تعد سوى تعبير عن الحرية الشخصية .
لقد فقدنا هويتنا، وتقمصنا شخصية الغرب .

علينا أن نعيد بناء شخصيتنا، ونرفض الشخصية الضبّية ،
وأن يكون منهجنا قوله تعالى :

{ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ
عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ }

وإلا سيكتب علينا وإلى الأبد ، البقاء في جُحر الضبّ .
#درر_النابلسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق