الاثنين، 19 ديسمبر 2022

 صناعة الإسمنت

 صناعة الإسمنت.. إلى أي حد تضر بالبيئة وكيف نحد من هذا الضرر؟


بسبب أهمية الإسمنت في تشييد مختلف المشروعات وعدم القدرة على الاستغناء عنه يبحث العلماء جاهدين عن وسائل لتخفيف أضراره المؤثرة في درجة حرارة الأرض

يشهد العالم حاليا زيادة ضخمة في عدد سكانه، فقد وصل إلى ما يزيد على 8 مليارات نسمة، الأمر الذي يشير إلى حاجة أولئك البشر إلى إقامة المزيد من المشروعات العمرانية مثل المساكن والمصانع والشركات، إلى جانب طرق النقل.

ولضمان تأسيس أبنية قادرة على مواجهة مختلف الظروف الطبيعية، مثل الزلازل وعوامل التعرية، وعلى الاستمرار أعواما طويلة دون الحاجة إلى إعادة بنائها، يعتمد البشر على الخرسانة، تلك المادة التي طالما استخدمت عبر العصور لتشييد المباني المتنوعة.

وتتميز الخرسانة بسهولة التصنيع وانخفاض تكلفة الإنتاج، إلى جانب متانتها المعهودة، إلا أن تصنيعها صار محط أنظار كل المهتمين بالحفاظ على جودة الحياة في كوكبنا، لأن تصنيع الإسمنت (المادة الرئيسة المكونة للخرسانة) يؤثر سلبا على المناخ، مما يهدد كافة المجهودات المبذولة للحد من تأثير التغيرات المناخية والتكيف معها.

منذ أكثر من ألفي عام اعتمد اليونانيون والرومانيون على الإسمنت لتشييد المباني (شترستوك)

الإسمنت لاعب أساسي في التشييد

منذ أكثر من ألفي عام، اعتمد اليونانيون والرومانيون على الإسمنت لتشييد المباني، وصنعوه عبر خلط الجير مع الرماد البركاني والماء لينتج عن هذا الخليط مادة صلبة تسمى الإسمنت الهيدروليكي.

ويعتقد البعض أن استخدام الإسمنت بدأ منذ أكثر من 8 آلاف عام في كل من سوريا والأردن. ومع تقدم العصور ظهر الإسمنت البورتلاندي (Portland cement) الذي طوره جون سميتون لأول مرة عام 1756، وقد استخدمه أثناء تشييد منارة إديستون بإنجلترا.

ولاحقا تطورت صناعة الإسمنت عبر إحراق مادة الجير الطينية في إنجلترا وفرنسا خلال القرن الـ 17، وفي الولايات المتحدة اعتمد تصنيع الإسمنت على إحراق مادة طبيعية عرفت باسم صخرة الإسمنت (Cement rock").

وينسب تطوير الإسمنت البورتلاندي عادة إلى جوزيف أسبدين الإنجليزي الذي حصل على براءة اختراع للمادة التي طورها عبر مزج الحجر الجيري والطين، ويعود اسم "بورتلاند" إلى أحد أنواع الأحجار الجيرية التي استخدمت في البناء بإنجلترا.

صناعة الإسمنت تتسبب بنحو 8% من الانبعاث الكربوني حول العالم (شترستوك)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق