الجمعة، 3 فبراير 2023

فى رحاب آية 04

 فى رحاب آية 04


الصبر لغة يعني: التجلد وعدم الجزع، والهدوء والاطمئنان،وحبس النفس عن كل ما تحبه وتميل إليه،
يقول الحق جل شأنه مخاطبا رسوله الكريم، داعيا إياه للصبر على أذى كفار قريش، وعدم الاستجابة لهم بان يكون لهم مجالس خاصة بهم،
بعيدا عن المؤمنين من طبقة البسطاء والعبيد، الذين صدقوا الرسول، وآمنوا به وبدعوته،
وما كان ذلك من الكفار إلا تعاليا، ومحاولة للنيل من أبناء تلك الطبقة الفقيرة، يقول تعالى:
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا" (الكهف 28)
وهذا توجيه رباني للرسول الكريم، حتى لا يصرف عيناه، ولا يتنكر لأولئك الذين استجابوا لدعوته وصدقوه،
من أجل أولئك الذين تعالوا واستكبروا وغرتهم الأماني والحياة الدنيا وزينتها، ولقد وُصِف كثيرُ الصبر"بالصَبَّار"
وهو الذي يجاهد نفسه على الصبر واحتمال الأذى، مصداقا لقوله تعالى: "إن في ذلك لآياتٍ لكل صبَّار شكور" (إبراهيم: 5)

والصبر سمة عظيمة، ومنزلة لا يرقى إليها إلا رجال صهرهم الإيمان في بوتقته، وجعل منهم رجالا ذوي بأس شديد،
قادرين على كبح جماح النفس، وصدها عن الشهوات، وقمعها عما نزعت إليه،
وعمَّ اهمَّت به، وما ذلك إلا بالصبر والمكابدة خشية لله عز وجل، بالابتعاد عن مقارفة ما يغضب الله،
مصداقا لقوله سبحانه: "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوىِ" (النازعات: 40 -41)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق