السبت، 4 فبراير 2023

فى رحاب آية 05

 

فى رحاب آية 05


هذا العبد الصابر المصابر المحتسب، له عند الله الجزاء العظيم، فقد وعده بالجنة، لأنه قهر نفسه الأمّارة بالسوء، وملك قيادها وترفّع بها عن الانزلاق إلى دروب الغواية، والشهوات والمعاصي، واللهاث خلف المغريات.

وما من شك، بان فضيلة الصبر لها آثار طيبة على الأفراد والأسر والمجتمعات، ولهم المنزلة الكريمة، والدرجات العلا في الجنة، مصداقا لقوله تعالى: "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" (العصر:1 -3)

ويقسم الله سبحانه في هذه الآيات بالدهر، وفي قول آخر أنه جل شأنه يقسم بعصر النبوة المحمدية، لأنه أشرف العصور، ويذكر العلماء أن المولى العظيم يقسم أنّ الإنسان المكلف بالعبادات، في خسران وهلكة، ويستثني - سبحانه - عباده المؤمنين صادقي الإيمان، الذين يمتثلون لأوامر الله، وينتهون عن نواهيه، ويتواصون فيما بينهم بالخير اعتقادا وعملا، وبالصبر عن المعاصي بالابتعاد عنها وعدم مقارفتها، ويتواصون كذلك بالصبر على الطاعات وذلك بالإكثار منها والمواظبة عليها وعلى فعلها.

إن الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده، رؤوف بهم، فهو جل شأنه يبصرهم ويرشدهم إلى كل ما فيه خيرهم، ويعلمهم الكيفية التي يتفاعلون بها مع الأحداث فيما إذا ما داهمتهم الخطوب، وعصفت بهم الأنواء وألمت بهم النوازل، فهو سبحانه يدعوهم إلى التحلي بالصبر والمواظبة على الصلوات لان هذا من أنجع السبل، وأمضى الأسلحة التي تمكن الإنسان من التغلب على كل ما قد يعترض سبيله من مصاعب وعقبات، ويسهل عليه تذليلها، يقول الحق جل شأنه في محكم التنزيل: "استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين" (البقرة: 153) ويقول عز من قائل: "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين" (محمد: 31) والآيات في الأمر بالصبر وبيان فضله كثيرة، وكذلك في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق