الأحد، 9 أبريل 2023

هل في الشرع دعاء يقال عند السحور ؟

هل في الشرع دعاء يقال عند السحور ؟


السؤال
ظننت أيام المدرسة أن هناك دعاءً مخصصاً فقط للإفطار وليس للسحور ؛
لأن في السحور النية محلها القلب لكن زوجي أخبرني أن هناك دعاءً
مخصصاً للسحور أيضاً .
رجاء التوضيح ، هل هذا صحيح ؟.

الجواب
الحمد لله.
نعم ، هناك أدعية خاصة وردت بها السنة يقوله الصائم عند فطره ، فيقول :
" ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " ، وله أن يدعو بما
يشاء ، لا لكون ذلك ورد في السنة تنصيصاً ، بل لأنه محل نهاية عبادة ،
ويشرع للمسلم أن يدعو عند ذلك .

سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله :
هل هناك دعاء مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم عند وقت الإفطار؟
وما هو وقته ؟ وهل يتابع الصائم المؤذن في الأذان أم يستمر في فطره ؟

فأجاب :

" إن وقت الإفطار موطن إجابة للدعاء ؛ لأنه في آخر العبادة ؛ ولأن الإنسان
أشد ما يكون - غالباً - من ضعف النفس عند إفطاره ، وكلما كان الإنسان
أضعف نفساً وأرق قلباً كان أقرب إلى الإنابة والإخبات إلى الله عز وجل ،
والدعاء المأثور : ( اللهم لك صمت ، وعلى رزقك أفطرت ) ، ومنه أيضاً :
قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر
إن شاء الله ) ، وهذان الحديثان وإن كان فيهما ضعف لكن بعض أهل العلم
حسنهما ، وعلى كل حال فإذا دعوت بذلك أو بغيره عند الإفطار فإنه
موطن إجابة " انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 19 / السؤال رقم 341 ) .
وانظر في تخريج حديث " ذهب الظمأ ... " و " اللهم لك صمت " جواب
السؤال رقم ( 26879 ) ، وفيه بيان ضعف الأول وحسن الثاني ، وفيه
فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية في موضوع الدعاء .

وأما السحور فليس هناك دعاء خاص يقال عنده ، فالمشروع هو أن يسمي
الله في أوله ، ويحمده إذا فرغ من الطعام ، كما يفعل ذلك عند كل طعام .

لكن من أخَّر سحوره إلى الثلث الأخير من الليل فإنه يدرك بذلك
وقت النزول الإلهي فيه ، وهو وقت استجابة الدعاء .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ :
مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي
فَأَغْفِرَ لَهُ ) . رواه البخاري ( 1094 ) ومسلم ( 758 ) . فيدعو في هذا
الوقت لكونه وقت إجابة لا من أجل السحور .

وأما النية فمحلها القلب ولا يشرع التلفظ بها باللسان ، وقد قال شيخ الإسلام
ابن تيمية : " ومن خطر بقلبه أنه صائم غداً فقد نوى " .

المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق