السبت، 14 أكتوبر 2023

قائمة بتواريخ الفشل العربي في الوحدة 2

قائمة بتواريخ الفشل العربي في الوحدة 2

الجمهورية العربية الإسلامية

في 12 يناير من عام 1974، أعلن عن اتفاق وحدودي بين ليبيا وتونس، باسم "الجمهورية العربية الإسلامية"،
بعد لقاء بين الرئيسين معمر القذافي والحبيب بورقيبة، في جزيرة جربة التونسية.

ونص الاتفاق على تولي بورقيبة منصب الرئيس، والقذافي منصب نائب الرئيس، وتولي عبد السلام جلود،
منصب الوزير الأول "رئيس الوزراء" ومحمد المصمودي منصب نائب الوزير الأول، على أن يجرى استفتاء شعبي على الاتفاق في كلا البلدين.

ولكن بعد الإعلان عن الاتفاق بيوم واحد، تراجع بورقيبة. يقول فاروق عشري إن السياسي التونسي، ا
لحبيب الشطي، حذر بورقيبة من عواقب الوحدة، وقال له: "إن القذافي هو الذي سيسيطر على الجيش
بموجب الاتفاق، ويستطيع الإطاحة بك من الحكم متى شاء، فلا تغرنك وعوده بسداد ديون تونس، وإعطائك منصب الرئيس".

الوحدة السورية العراقية

في 26 أكتوبر 1978 قررت قيادتا حزب البعث الحاكم في سوريا والعراق، تشكيل هيئة سياسية عليا برئاسة
الرئيسين العراقي والسوري وعضوية كبار المسؤولين في البلدين، واتفق الطرفان على عقد اجتماع للهيئة
السياسية العليا بشكل دوري كل ثلاثة أشهر في إحدى العاصمتين.

وفي 18 مايو 1979 قدمت الحكومة السورية مشروعين لتوحيد عمل الحزب والدولة الموحدة،
وطرحت الحكومة العراقية مشروعين آخرين، ومر الوقت في مناقشة الخلافات على أطر التوحيد،
حتى قدم أحمد حسن البكر استقالته من رئاسة العراق، وتلاشى المشروع.

وعن هذا يقول عبد الملك أحمد الياسين في كتابه "حتى لا تضيع الحقيقة" إن صدام حسين، رجل العراق
القوي، ونائب الرئيس، هو الذي أفشل الوحدة، بعد أن أوحت إليه قوى داخلية وخارجية أن الاتفاق الذي أبرمه
البكر مع حافظ الأسد يستهدف إبعاده من الحكم، لا سيما أن الاتفاق تضمن أن تكون رئاسة دولة الوحدة بالتناوب بين البكر والأسد.

الوحدة السورية الليبية

بعد فشل الوحدة بين سوريا والعراق، أعلن حزب البعث، الحاكم في سوريا، في 3 سبتمبر 1980، ترحيبه
بالمبادرة التي طرحها معمر القذافي، بإقامة وحدة اندماجية بين سوريا وليبيا. وبعدها بأيام، في 10 سبتمبر،
أُعلن قرار مشترك بإقامة وحدة اندماجية بين البلدين تتكون بمقتضاها دولة واحدة لها سيادة على القطرين،
ثم صدر بيان في 17 ديسمبر من العام نفسه للإعلان عن
تشكيل ما وُصف بقيادة ثورية من البلدين تقود العمل الوحدوي، إلى أن يتم وضع مشروع الوحدة التفصيلي عن طريق لجنة أخرى مشتركة.

في هدوء انطفأ وهج التجربة الوحدوية، ولم تعلن أي من الدولتين أسباب التراجع، واتجهت ليبيا بعد أعوام
قليلة إلى تجربة وحدوية أخرى مع المغرب.

ويعلق كامل عبد الله، الباحث في الشأن الليبي، على فشل التجربة، بأن التوجس من طموح معمر القذافي
في الزعامة، كان سمة الزعماء الذين تحالفوا معه، كذلك فإن تسرع القذافي نحو الاندماج كان مقلقاً،
بالإضافة إلى أن البعد الجغرافي بين البلدين كان له دور، كما شغل الوضع المضطرب في المنطقة سوريا عن هذا الملف.

وأضاف لرصيف22 أن حافظ الأسد كان ذكياً في التعامل مع القذافي، فالعلاقات كانت جيدة بين الدولتين في
عهديهما، وجرى تنسيق كبير في المواقف الدولية، خاصة في دعمهما لإيران في حربها ضد صدام حسين،
وكذلك الموقف من أنور السادات بعد سلامه مع إسرائيل.


الاتحاد العربي الإفريقي

لم يتوقف سعي القذافي نحو التجارب الوحدوية، ففي أغسطس 1984، وقع معاهدة مع ملك المغرب،
الحسن الثاني، لإنشاء الاتحاد العربي الإفريقي، باعتباره نواة لقيام اتحاد بين دول المغرب العربي. وفي سبتمبر
من العام نفسه وقع البلدان اتفاقية للتنسيق الأمني بينهما، كان من أهم بنودها، حرية التنقل لمواطني البلدين لدخول أي منهما، دون تأشيرة.

نتيجة لهذا الاتحاد، وُقّعت معاهدة تأسيس اتحاد المغرب العربي في 17 فبراير عام 1989، بين ليبيا
وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. ولا يزال الاتحاد قائماً إلى الآن، ويهدف إلى التنسيق بين البلدان والتعاون في شتى المجالات.

تجارب تعاونية

هناك تجارب وحدوية عربية أخرى، لكنها أخذت الطابع التعاوني التنسيقي، وليس الاندماجي، مثل:

معاهدة التحالف بين العراق والأردن عام 1947.

اتفاقية التضامن العربي بين مصر وسوريا والسعودية عام 1957.

اتفاقية الوحدة الثلاثية بين مصر والعراق وسوريا عام 1964.

اتفاقية التنسيق السياسي بين مصر والعراق عام 1964، والتي تبعتها اتفاقية إنشاء القيادة الموحدة بين البلدين.

اتفاقية التنسيق بين مصر واليمن عام 1964.

اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر وسوريا عام 1966.

اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن عام 1967 والتي انضم لها العراق لاحقاً.

محاولة إنشاء قيادة سياسية موحدة بين مصر وسوريا عام 1976.

مجلس التعاون الخليجي عام 1981، ولا يزال قائماً.

معاهدة الإخاء والتعاون بين تونس والجزائر عام 1983.

مجلس التعاون العربي بين العراق والأردن ومصر واليمن الشمالي عام 1989.

معاهدة الإخاء والتعاون بين لبنان وسوريا عام 1991، وما تبعها من اتفاقيات فرعية.

ذهبت تجارب الوحدة العربية، وبقيت القصائد مثل التي قالها فخري البارودي:

بلاد العُرب أوطاني من الشام لبغدان

ومن نجدٍ إلى يمَـنٍ إلى مصر فتطوانِ

فلا حد يباعدنا ولا دين يفرّقنا

لسان الضاد يجمعُنا بغسان وعدنان.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق