الاثنين، 9 أكتوبر 2023

عالمنا الأرضي

عالمنا الأرضي


إنَّ البشر إنَّما يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا،

أمَّا الحقائق والماهيات فلم يصل إليها علمهم... إنَّ الأرض ذرة صغيرة،

فما الذي عرفناه من خبر هذا الفضاء؟

عرفنا بعلومنا ما يعرِفه أطفال يلعبون على شاطئ البحر المحيط،

جمعوا قليلًا من الأصداف الملونة، ووضعوا أيديهم على ما في البحر...

وهذه القوانين الطبيعية هل تنفذ هي نفسها في العوالم البعيدة عنَّا،

التي لا نعرف إلا لمحةً عنها،

أم هي قاصرة على عالمنا الأرضي وما يقاربه؟

لذا رجعت أُفكِّر في خلق السموات والأرض فلم أجد عند البشر عِلمًا منه،

إنَّ الله ما أطلعهم إلا على طرف من أطراف هذا الفضاء... فما السماء؟

السماء في لغة العرب كل ما علاك فأظلك،

أما المقرَّر في العلم فهو أن الشمس والقمر يسبحان في الفضاء،

وهذا أمر قد صرَّح به القرآن فقال:



{ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }

وأن الشمس والقمر على بعُدِها عنَّا يصل نورها إلينا

في نحو ثمان دقائق؛ لأنَّ النور يقطع في مسيرة ثلاثمائة ألف كيلو

أي أنها تبعُد عنَّا ثمان دقائق بالزمن الضوئي،

والقمر يبعُد عنَّا ثانية وثلث الثانية بهذا الزمن،

فلو أننا استطعنا أن نصنع مركبة تسير بسرعة الضوء

وهي أقصى سرعة ممكنة، فإن زادت السرعة على ذلك ذهب الجسم،

كما يقول آينشتاين، وتحوَّل طاقة- لبلغنا القمر في ثانية وثلث الثانية،

ولوصلنا إلى الشمس في ثمان دقائق.

وأنَّ هذه الأجرام التي تظهر لنا نقطة في الفضاء في الليلة الظلماء

وقد لا تظهر لنا أبدًا- منها ما يبعُد عنَّا ألف ألف -أي مليونًا- من السنين

بالزمن الضوئي، ومنها ما يبعُد عنَّا مائة مليون وألف مليون سنة وأكثر،

فاحسبوا كم ثمان دقائق في هذه المدة التي تبلغ ألف مليون؛

لتتصوَّروا كم هي أبعد من الشمس.

أما كُبرها.. فنحن نعلم أن القمر أصغر من أرضنا،

والأرض لا تُعدُّ شيئًا إلى جنب الشمس،

ومن النجوم العملاقة ما لو أن الشمس أُلقِيَت فيه هي وسياراتها،

لكانت بالنسبة إليه كحبة رمل أُلقِيَت في بوادي نجد،

أو كقطرة ماء قطرت في البحر المحيط.

وهذه النجوم والأجرام على ضخامتها كثيرة لا تُحصى،

يزيد عددها على ملايين الملايين، وتسير بسرعة مُهوِّلة،

ومع ذلك لا تصطدم إلا إذا اصطدمت ستّ نحلات تطير وحدها حول

الأرض؛ لأن الفضاء واسع واسع كسِعة جو الأرض بالنسبة إلى النحلات، فأين مكان السماء من هذا الفضاء؟

الله خبَّرنا أنَّ السماء ليست حدودًا وهمية، بل هي جرم حقيقي؛

لأنَّه سماها بناء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق